مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما التفاصيل؟

تسلمت مصر رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب

مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما التفاصيل؟
صورة أرشيفية

تولت مصر رئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مع الاتحاد الأوروبي خلفاً للمغرب، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى في دورته الـ(21)، والذي عُقد لأول مرة بالقاهرة.

توقيت هام

وتولي الرئاسة المشتركة للمنتدى في توقيت يواجه فيه المجتمع الدولي تحديات ضخمة من صراعات سياسية أدت إلى أزمات اقتصادية طاحنة أثرت خاصة على الدول النامية، إلى أزمة مناخ وصراع على الموارد الطبيعية؛ ما يحتم علينا تعزيز التعاون الدولي لمكافحة تلك الظاهرة.

ويرى مراقبون أنّ تولي القاهرة لرئاسة المنتدى يحمل الكثير من الدلالات؛ تتعلق بنجاح المواجهة المصرية ضد تنظيمات الإرهاب والتطرف، والعمليات الإرهابية التي اجتاحت البلاد لعدة أعوام، أعقبت سقوط جماعة الإخوان عن الحكم في 2013، وما تبعها من موجات إرهاب عنيفة نفذتها حركات مسلحة تابعة للتنظيم وأخرى متحالفة معه.

الأوضاع في المنطقة

وقالت الدكتورة عقيلة دبيشي رئيس المركز الفرنسي للدراسات السياسية والدولية: إنّ اتساع النطاق الجغرافي الذي تنشط فيه المنظمات الإرهابية خاصة في القارة  الإفريقية أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدهور الأوضاع الأمنية وتهديد السلم المجتمعي وتراجع النمو الاقتصادي؛ ما زاد من خطورة التهديد الذي تمثله التنظيمات الإرهابية والتعقيدات المرتبطة به تنامي اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق مآربها الخبيثة، وفي مقدمتها استغلال شبكة الإنترنت للترويج لخطابها المنحرف سعياً لتجنيد المزيد من الأفراد، فضلاً عن استخدام الطائرات المسيّرة والعملات الافتراضية وغيرها من التطبيقات الحديثة لتعزيز وجودها وتعزيز أنشطتها.

وأشادت في تصريح لـ"العرب مباشر" بنجاح التجربة المصرية في التصدي لموجات العنف والإرهاب خلال الأعوام الماضية، من خلال تطبيق إستراتيجية شاملة للمواجهة الأمنية، وأيضاً تنفيذ آليات جديدة للمواجهة الفكرية، وتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتشدد حيث واجهت مصر خلال العقد الماضي موجة غير مسبوقة من التهديدات الإرهابية استهدفت أمنها ومقدرات شعبها، وراح ضحيتها عدد كبير من أبناء الشعب المصري، إلّا أنّها نجحت في القضاء على هذا الخطر.

أهمية كبرى

فيما قالت الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية منى قشطة، على أهمية الرئاسة المصرية للمنتدى باعتباره إحدى الآليات الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب، فمنذ تأسيسه في عام 2011 عمل المنتدى كمنصة تفاعلية أتاحت لمسؤولي وخبراء مكافحة الإرهاب في شتى أنحاء العالم تبادل الخبرات والمقاربات والممارسات الناجحة في محاربة ظاهرة الإرهاب، والتي أثبتت التجارب الدولية المختلفة أنّ القضاء عليها لا يمكن تحقيقه من دون تعزيز التعاون وتبادل الآراء والخبرات بين الدول في هذا الصدد.

وأضافت: أنه يُعتبر ترؤس مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب انعكاساً لمشاركتها الفعالة في أعمال المنتدى خلال الأعوام الماضية، بدءاً من كونها إحدى الدول الرئيسة المُشاركة في تأسيسه، وصولاً إلى ترؤسها لعدد من مجموعات العمل الـ(5) المنبثقة عن المنتدى (مكافحة التطرف العنيف (CVE) -المقاتلون الإرهابيون الأجانب (FTF)  ـ العدالة الجنائية وسيادة القانون (CJ-ROL) ـ بناء القدرات في منطقة شرق إفريقيا ـ بناء القدرات في منطقة غرب إفريقيا).

ولفتت أنه تضاف مشاركة مصر في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إلى جملة المؤشرات الدالة على النجاحات التي حققتها الدولة المصرية في هزيمتها للإرهاب، والتي حظيت بإشادة العديد من دول العالم، وعكسها العديد من التقارير والمؤشرات الدولية المتعلقة بظاهرة الإرهاب، والتي أقرت في غير موضع بنجاح مصر في نزع سرطان التطرف والتصدي لظاهرة الإرهاب العابر للحدود، ويأتي ترؤس مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب تأكيداً على فاعلية جهود الدولة المصرية في نهج محاربة الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وذلك انطلاقاً من الخبرات التاريخية التي تمتلكها في محاربة تلك الظاهرة خلال العقود السابقة.