تسليم قيادات الإخوان.. لماذا اتفقت قطر وتركيا على ترحيل عناصر الجماعة؟
اتفقت تركيا وقطر علي ترحيل عناصر جماعة الإخوان
أعلن مذيعون وإعلاميون تابعون لتنظيم الإخوان الإرهابي، أن السلطات التركية طلبت منهم وقف نشاطهم الإعلامي من داخل تركيا، بكافة أفرعه التلفزيونية والإلكترونية.
وأكد المذيع الإخواني سامي كمال الدين الأمر قائلا: "السلطات التركية طلبت من إعلاميين مصريين معارضين التوقف عن نشاطهم الإعلامي من داخل تركيا".
من جانبه أعلن المذيع الإخواني معتز مطر، وقف بث برنامجه على مواقع التواصل الاجتماعي بطلب من السلطات التركية، بعدما وصف وقف برنامجه على قناة الشرق وبثه على قنوات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي تحايلا على الشروط المصرية.
الترحيل بعد التوقف
أكدت مصادر مطلعة نية تركيا، هذه المرة لترحيل عناصر الإخوان السياسية والإعلامية في إسطنبول، بعد القرار المصري بتجميد المفاوضات.
وأشارت المصادر لـ"العرب مباشر" إلى أن مسؤولين أتراكا تواصلوا مع قطريين، واتفقوا على أن الترحيل والتسليم للإخوان سيكون مشتركا فيما بينهما.
وقد أكدت المصادر من العاصمة التركية، أن هناك اتصالات مكثفة قامت بين جهاز الأمن القطري والتركي، خلال الأيام الماضية، للتشاور حول الأسماء التي سيتم ترحيلها من الجانبين.
ولفتت أن الاتصالات شملت قيادات من جماعة الإخوان، ونشطاء على منصات الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أوضحت المصادر، أنه بعد تعيين مصر لسفير في قطر، فإن الأمير تميم بن حمد، يتطلع لعلاقات مع القاهرة وتحسين الوضع.
وقالت المصادر: إن الأمن القطري جهز قائمة تضم أسماء من شباب الجماعة وأحد القادة المطلوبين لمصر، لتقديمهم كدليل حسن نوايا.
أسباب التودد القطري – التركي لمصر
ووفقا لمراقبين، فإن كلا من قطر وتركيا بحاجة للتصالح مع مصر، ولاسيما في ظل تصاعد الغضب في الأوضاع الداخلية لديهما.
وبالنسبة لقطر فهي تسعى لحل الخلاف المصري قبيل انطلاق فعاليات كأس العالم 2022، نظرا للكتلة الجماهيرية المصرية، بالإضافة إلى حاجتها لتحسين صورتها دوليا.
وأما تركيا، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يحتاج إلى إعادة علاقاته مع الدول التي يوجد خلاف معها، بعدما بدأ يواجه عزلة دولية وإقليمية.
وكان انتقد زعيم المعارضة التركية كمال كلجيدار أوغلو، في وقت سابق، العداء الذي يناصبه أردوغان لمصر وقال: "منذ 5 سنوات ننادي أن تكون علاقتنا السياسية مع مصر دافئة. لماذا نتقاتل مع مصر؟ إن القتال مع مصر يعني جر تركيا إلى المصائب في البحر الأبيض المتوسط. وعندما أقول (تصالحوا مع مصر) يقولون إن كمال كليجدار رجل انقلابي؟!".
وحول حماية أردوغان لجماعة الإخوان، تساءل "أوغلو" عن سبب دعم النظام الحاكم للإخوان المسلمين، قائلا: "من هم الإخوان وما هي سياستهم.. لماذا تؤيدونهم وتدعمونهم".
ترحيل أم مناورة؟
ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي بشير عبدالفتاح، أن أردوغان يستغل الإخوان كأحد الكروت من أجل المصالحة مع مصر، لافتا أنه كلما تدخل المفاوضات لمناطق مغلقة يعلن الإخوان وقف أنشطتهم ثم يعاودون ممارسة أعمالهم.
وأضاف عبدالفتاح لـ"العرب مباشر": "إن أردوغان لا يغير من سياساته، فليس وقف برامج الإخوان هو ما يهم مصر، ولكن ما يهمها وقف سياسات أردوغان العدائية في المنطقة".
بينما أكد موقع "أحوال" التركي، أن إستراتيجية أردوغان التي كانت قائمة على معاداة الغير وتحقيق أهداف عثمانية، أصبحت الآن رغبة في إصلاح هذه الفوضى.
أشار إلى أن أردوغان من الصعب التضحية بالإخوان نهائيا دون وجود صفقات معهم، حيث إنهم الورقة التي يستخدمها للحصول على مآربه.