كيف أجهض الغرياني وأعوانه مشروع المصالحة في ليبيا لتحقيق المكاسب؟

أجهض الغرياني وأعوانه مشروع المصالحة في ليبيا لتحقيق المكاسب

كيف أجهض الغرياني وأعوانه مشروع المصالحة في ليبيا لتحقيق المكاسب؟
الغرياني

سنوات كبرى من نزاع مؤثر على الشعب الليبي فقط، دون النظر إلى أي خلاف قد وصل إلى أكثر من 10 سنوات منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي؛ مما حول ليبيا إلى كتل من المرتزقة والإرهابيين والمليشيات المتنازعة، وتحولت البلاد إلى نصف غربي وآخر شرقي.   

ومع تدخلات عديدة من أطراف كثيرة نحو حلول الأزمات في ليبيا، ظهر هناك بعض من الأشخاص هدفهم الأساسي هو بقاء الوضع كما كانت عليه الأمور دون الوصول إلى مصالحة وطنية للفرقاء.   
 
انسحابات مستمرة   

ومؤخرًا بدأت نذر تأجيل المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي كان مقررًا عقده في مدينة سرت في 28 أبريل القادم، تلوح في فضاء المشهد الليبي، بعدما أعلن ممثلو القيادة العامة للجيش الوطني الليبي انسحابهم من المشاركة في ملف المصالحة الوطنية، ردًا على سحب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قرار ضم قتلى وجرحى قوات الجيش إلى "هيئة الشهداء".   

المجلس الرئاسي أقصى نفسه بنفسه وحكم بعدم أهليته لتولي ملف المصالحة الوطنية، بعد خضوعة للتهديدات، ودعا البيان الاتحاد الأفريقي إلى اختيار شريك أفضل لقيادة هذه المهمة بعيدًا عن التسييس والمماطلة، وأشار إلى أن قوات الجيش قدمت أغلى ما تملك لدحر الإرهاب وتحرير مدن بنغازي ودرنة والجنوب منه وإرجاعها للدولة، لافتًا إلى أن من أبسط الحقوق هو رعاية ذوي الشهداء وتمكينهم من حقوقهم.  
 
الغرياني والإخوان   

المفتي المعزول في ليبيا الصادق الغرياني والمنتمي إلي جماعة الإخوان الإرهابية، بات يوظف لخدمة جماعته باسم فقه الأولويات، فخلط الدعوة لتقديم الدعم لغزة بمهاجمة دول مصر والأردن والسعودية، والتجاوز في قضايا الدين، بينما في الواقع غاب المفتي المزعوم عن دعم قضية غزة، فلم يخرج أو يدعو لحراك سلمي في ليبيا، واكتفى بتوظيف الدين في دعوات لا تراعي فقه الأولويات، كدعوته للحرب، والتمرد على أنظمة الدول العربية باسم نصرة غزة.  

الغرياني نفسه كان سبباً في تواجد تيار الإسلام السياسي الذي دفع نحو إفشال مشروع المصالحة الوطنية، ويقوم بتحريك حلفائه من أمراء الحرب وقادة الميليشيات وبعض الفبرايريين المتشددين، وفلول الجماعات الإرهابية الفارين من شرق البلاد إلى مدن الساحل الغربي، للضغط من أجل عرقلة جهود مؤتمر سرت.  
  
ويقول الباحث السياسي، رمضان التويجر: إن التوافق والتفاهمات الداخلية، هي الآلية الأفضل بين الأطراف في ليبيا حاليًا، مشيرًا إلى أن الملف متشابك ومعقد، بفعل تدخلات خارجية، تدعم طرفًا على حساب الآخر.  

وأضاف رمضان التويجر - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن وجود الجهود الدولية من أجل الدفع بالملف الليبي إلى بر الأمان، شيئاً هاماً ولكن تواجد الغرياني بالفعل يؤث على المصالحة والتوافق، وكذلك الجميع يرغب بالتهدئة وإنهاء الصراع، وللمغرب ومصر دور فعال .

وتابع: حان الوقت لإنهاء النزاع الليبي، وما رأيناه من عرقلة من قبل الإخوان للمصالحة، محاولة منهم للتصعيد، وورقة ضغط للحصول على مكاسب في المستقبل، إلا أن هذا التصعيد لن يعيق قطار السلام، الذي بدأ برعاية دولية.