السعودية تقود مبادرة عربية لإعادة رسم مستقبل غزة وسط غضب من خطة ترامب

السعودية تقود مبادرة عربية لإعادة رسم مستقبل غزة وسط غضب من خطة ترامب

السعودية تقود مبادرة عربية لإعادة رسم مستقبل غزة وسط غضب من خطة ترامب
حرب غزة

تقود المملكة العربية السعودية بجانب مصر جهودًا عربية عاجلة لتطوير خطة بديلة لمستقبل قطاع غزة، ردًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل، التي تهدف إلى إخلاء القطاع من سكانه الفلسطينيين وتحويله إلى منطقة سياحية، وفقًا لما أفاد به عشرة مصادر مطلعة.  

اجتماع عربي


وأكدت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، أنه من المقرر أن يُناقش قادة السعودية، مصر، الأردن، والإمارات مسودة الأفكار البديلة خلال اجتماع يُعقد في الرياض هذا الشهر، حيث تشمل الاقتراحات إنشاء صندوق إعادة إعمار تقوده دول الخليج، وصفقة لإبعاد حركة حماس عن المشهد، بحسب ما أفاد به خمسة من المصادر.  


وأثارت خطة ترامب، التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم في مصر والأردن، ردود فعل غاضبة من الدول العربية، وقد رفضت القاهرة وعمان هذه الفكرة بشدة، إذ تعتبرها خطوة خطيرة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.  


وزاد الغضب السعودي بسبب تجاهل خطة ترامب لمطلب المملكة الأساسي المتمثل في إيجاد مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو شرط السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. يُعد هذا الشرط محوريًا أيضًا لتحقيق اتفاق دفاعي طموح بين الرياض وواشنطن، بهدف تعزيز الدفاعات السعودية ضد إيران.  

جهود عربية موحدة


أكدت مصادر أن السعودية وشركاءها يعملون على صياغة خطة عربية موحدة يمكن تقديمها إلى ترامب، حتى لو تم تسويقها كـ"خطة ترامب" لكسب تأييده.  


وقال مصدر حكومي عربي إن هناك أربعة مقترحات حالية لمستقبل غزة، ولكن اقتراحًا مصريًا بات هو الأبرز في هذا السياق.  

الخطة المصرية


وتشمل الخطة المصرية تشكيل لجنة فلسطينية وطنية لإدارة قطاع غزة دون مشاركة حماس، ومشاركة دولية في إعادة الإعمار، مع السعي نحو حل الدولتين. 


ومن المتوقع أن تُناقش الخطة في الرياض قبل طرحها رسميًا في قمة عربية تُعقد في 27 فبراير.  


ويلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دورًا رئيسًا في هذه الجهود، حيث وصفه مسؤول أردني بأنه يقود المبادرة بقوة، مضيفًا: "لقاؤنا مع محمد بن سلمان سيكون حاسمًا، فهو يتولى زمام الأمور".

عقبات أمام إعادة الإعمار


لا تزال الخلافات قائمة حول كيفية إدارة غزة داخليًا بعد الحرب، وضمان الأمن فيها، وتمويل إعادة الإعمار. وأكدت دول الخليج، التي قدمت دعمًا ماليًا لإعادة إعمار غزة في السابق، أنها لن تُموّل إعادة الإعمار هذه المرة دون ضمانات من إسرائيل بعدم تدمير ما يتم بناؤه.  


وفي هذا السياق، اقترحت مصر إقامة منطقة عازلة على حدود غزة مع بناء حاجز لمنع حفر الأنفاق، بالإضافة إلى إنشاء مناطق سكنية مؤقتة بعد إزالة الأنقاض، وتنفيذ أعمال إعادة الإعمار من خلال شركات مصرية وأجنبية.  

خلافات مع إدارة ترامب


وتسبب إعلان ترامب عن خطته في تفاقم الغضب السعودي، حيث أفادت مصادر مقربة من الديوان الملكي بأن الأمير محمد لم يكن راضيًا عن الخطة، معتبرًا أنها تتجاهل مواقف السعودية وشروطها.  


ويرى محللون أن خطة ترامب قد تكون جزءًا من استراتيجية تفاوضية تعتمد على طرح مواقف متطرفة كبداية للمفاوضات. ومع ذلك، فإن هذه الخطة أثارت تعقيدات إضافية في مسار تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.  


وفي مقابلة مع قناة CNN، أكد الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، أنه في حال زيارة ترامب للرياض، "سيستمع إلى انتقادات حادة من القيادة السعودية".