دخول المساعدات لقطاع غزة من معبر كرم أبو سالم.. هل هى طريق النجاة؟
دخول المساعدات لقطاع غزة من معبر كرم أبو سالم
يختنق المواطنون في قطاع غزة من عدم وجود مساعدات تكفي حاجتهم، و بشكل خاص بعدما بدأت إسرائيل في عمليتها العسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ وهو ما أدي في النهاية إلى غلق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني وتوقف دخول المساعدات للسكان في القطاع؛ مما أدى ف النهاية إلى تواجد أزمة سياسية بين مصر وإسرائيل بعدما تصر الأخيرة على حكم المعبر البري الوحيد للقطاع.
وتحاول واشنطن مؤخرًا التهدئة بين البلدين، وتوسطت من أجل دخول المساعدات لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الذي تشرف عليه الإدارة الإسرائيلية، ولكن مصر تريد أن تذهب المساعدات لسكان قطاع غزة، وليس للجانب الإسرائيلي الذي بدوره يقوم بتوزيعها على المواطنين حسب رؤيته.
اتفاق السيسي وبايدن
وعقب مكالمة هاتفية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأمريكي بايدن والاتفاق على دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، دخلت شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة من معبر كرم أبوسالم، في ظل استمرار غلق عبر رفح، وقال خالد زايد رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري في محافظة شمال سيناء لـ"رويترز": إن من المتوقع أن تدخل نحو 200 شاحنة مساعدات، منها 4 شاحنات وقود، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الأحد.
وبدأت بعض الإمدادات الغذائية المتجهة إلى غزة تفسد بسبب إغلاق معبر رفح الحدودي منذ عملية رفح التي قامت بها القوات الإسرائيلية.
لا تكفي المواطنين
ويربط المعبر الحدودي "كرم أبوسالم" بين إسرائيل ومصر وقطاع غزة، ويستخدم عادة في نقل الوقود والركام والسلع، ويخضع لسلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وسيقوم المعبر في الوقت الحالي بنقل المساعدات لقطاع غزة ولكنها لن تكفي المواطنين حالياً.
ويحذر مرصد عالمي للجوع من مجاعة وشيكة تهدد أجزاء من قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، ويعانون حربًا إسرائيلية شاملة مستمرة منذ السابع من أكتوبر، خلفت أكثر من 35 ألف قتيل، أغلبهم من النساء والأطفال بحسب إحصائيات وزارة الصحة بغزة التي تديرها حركة حماس.
ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن الوضع حاليًا في القطاع أزمة كبرى والاتفاق المصري يأتي للحفاظ على الأرواح في القطاع وبشكل خاص دخول شاحنات الوقود التي بدورها تساهم في المستشفيات التي تكتظ بالآلاف من الجرحي الفلسطنيين نظرًا للحرب المستمرة حاليًا، وكذلك هناك الآلاف من الأطفال تحت منحنى خطر من الجوع.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الوضع الحالي صعبًا على الكثيرين، خاصة وأن هناك 20 يومًا بلا أي مساعدات تدخل للقطاع المحاصر بشدة من الجانب الفلسطيني، وأن المساعدات سيتم تسليمها للأمم المتحدة على الجانب الفلسطيني، وأن الشاحنة الواحدة تحمل ما بين 15 و20 طنا من المساعدات.
ويرى الباحث السياسي طارق فهمى، أن مصر نجحت في مسارها للحفاظ على القضية الفلسطينية، ومشاركة الولايات المتحدة في دخول المساعدات لقطاع غزة هي دليل علي ان الميناء البحري لن يعمل بشكل جيد حتى الآن في ظل تقلب الأجواء الحالي، وكذلك خروج جزءًا منه نحو البحر، والمساعدات هي طوق نجاح لأكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني يعيش الجوع والأزمات.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم سيكون مؤقتًا لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وهي رؤية مصرية فلسطينية، ورفض تواجد إسرائيل يعني قوة الإدارة المصرية في رفض احتلال القطاع الفلسطيني والحفاظ على أمنها القومي.