دلالات قمة القاهرة للسلام بشأن الأوضاع في قطاع غزة
انطلقت قمة القاهرة للسلام بشأن الأوضاع في قطاع غزة
يجتمع للمرة الأولى قادة العالم فى العاصمة الإدارية على أرض مصر، حول مائدة واحدة تحمل اسم "قمة القاهرة للسلام 2023"، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي يدخل أسبوعه الثالث، وأودى بحياة أكثر من 3 آلاف شخص حتى الآن، وتفتتح القمة أعمالها على واقع أصوات المدافع الإسرائيلية، حيث يواصل الاحتلال قصفه وجرائمه البشعة ضد المدنيين والأطفال العزل، ويستهدف المستشفيات والكنائس.
أهمية القمة
القمة المصرية تشهد حضوراً كبيراً على الصعيدين الإقليمى والدولي، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم، ويشارك فيها نحو 31 دولة و3 منظمات دولية، وزعماء كل من، "قطر، تركيا، اليونان، فلسطين، الإمارات، البحرين، الإمارات العربية ، الكويت، العراق، إيطاليا، قبرص"، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أشاد بالدور المصري في الحرص على إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية".
كما تشهد القمة حضور رؤساء وزراء كل من: بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وقبرص، وتركيا والبرازيل، وكذلك حضور المبعوث الخاص لدولة الصين، والبعوث الخاص الأميركي، ووزير الشؤون الخارجية المغربي، ووزير خارجية النرويج، ونائب وزير الخارجية الروسي، ورئيس المجلس الأوروبي.
حشد مواقف الأطراف
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن أهمية القمة الدولية التي دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن أحداث فلسطين، تأتي في محاولة لتقارب الأطراف، حيث تحاول حشد مواقف الأطراف المختلفة كل في نطاقة، دعمًا للفلسطينيين مع تردي الأوضاع في قطاع غزة.
وأضاف في تصريح خاص: أن الدلالات المهمة في هذا السياق تأتي في إطار اعتبارات متعلقة بالموقف السياسي، بمعنى أن القمة ليست بمن حضر بينما بجدول أعمالها ودورها في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة.
وتابع: إن الدولة المصرية تُمارس ضغوطًا كبيرة إقليمية ودولية في محاولة لإنجاح القمة وتفكيك عناصر الأزمة وضمان الوصول إلى مائدة التفاوض حقنًا لدماء الفلسطينيين.
ولفت أنه تأتي القمة في توقيت شديد الحساسية، فلم تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين من انطلاق عمليات "طوفان الأقصى"، فضلا عن مساعيها لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة وإفراغ القطاع.
الدور المصري
وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إنه تأتي القمة من منطلق الاهتمام والدور المصري الدائم في إطار الاحتواء وتحقيق التهدئة والسلام للخروج من هذه الأزمة وإدراك الخطورة من توسيع رقعتها، وما يأتي بذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار، وأيضاً المزيد من الضحايا من المدنيين.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في تصريح: أنه تشدد الدولة المصرية على ضرورة تبني مسار التهدئة وخفض التصعيد والعمليات العسكرية، مع التأكيد الكامل على أن "تسوية القضية الفلسطينية عن طريق السلام العادل والدائم هو سبيل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".
ولفت أنه تأتي القمة أيضا مع محاولات سعي أطراف إلى حرف القضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، والعمل على تصعيد يؤدي إلى حرف هذا المسار، إلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق.
وتتبنى قمة القاهرة للسلام 2023 عدة أهداف، من بينها بحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، فضلا عن كونه منصة يتحدث من خلالها قادة دول لها تأثيرها ومكانتها سواء كانت إقليمية أو دولية إلى المجتمع الدولي، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموحات الشعوب.