في ذكرى الوحدة اليمنية.. لماذا يسعى الإخوان والحوثي لتكرار احتلال الجنوب؟

تسعي جماعة الإخوان وميلشيا الحوثي الإرهابية لتكرار احتلال الجنوب اليمني

في ذكرى الوحدة اليمنية.. لماذا يسعى الإخوان والحوثي لتكرار احتلال الجنوب؟
صورة أرشيفية

يحل اليوم السبت، الذكرى السنوية الحادية والثلاثون منذ إعلان الوحدة بين الشمال اليمني والجنوب، وهي ذكرى إعلان الوحدة اليمنية، والتي تتزامن مع محاولات ميليشيات الحوثي وجماعة الإخوان الإرهابية لتركيع أبناء الجنوب، عبر فرض الوحدة في اليمن.

الوحدة بالدم


وفي حرب امتدت قرابة الشهرين عام 1994، تمكنت قوات اليمن الشمالية من فرض دولة الوحدة اليمنية، بعدما اندلعت حرب أهلية بين قوات الشمال ونظيرتها بالجنوب، والتي تعد الأعنف في تاريخها، لتنتهي بإعلان جمهورية اليمن الشعبية، وهو ما اعتبره الكثير من الجنوبيين بمثابة الاحتلال لأراضيهم.

تحالف شمالي إخواني أفغانستاني للحرب على الجنوب
ونجحت القوات الحكومية الشمالية، بدعم من السلطة في صنعاء وتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية ومرتزقة من أفغانستان، من هزيمة القوات الجنوبية والاستيلاء على مدينة عدن، والتي انتهجت بعدها سياسات الإقصاء والتهميش بحق الجنوبيين.

حرب الردة والانفصال


ولم تكتفِ القوات الشمالية بالتحالف مع العناصر والجماعات الإرهابية لشن الحرب على الجنوبيين للاستيلاء على أراضيهم ونهب مواردهم، ولكنه شرع في شن حملات إعلامية ممنهجة على الجنوبيين، في محاولة لتركيع أبناء الجنوب.

فتاوى شمالية لتكفير واستباحة دماء أهل الجنوب


ومن أبرز تلك الحملات، وصف الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، للحرب الأهلية التي تسببت بها القوات الشمالية، بأنها حرب الردة والانفصال، فيما أفتى علماء موالون للقوات الشمالية، منهم الشيخ عبد الوهاب الديلمي، بتكفير واستباحة دماء وأموال أهل الجنوب.

سياسات إقصائية ضد أبناء الجنوب


وبعدما استولت القوات الشمالية على مقاليد الحكم في دولة الوحدة، تبنت سياسات إقصائية تستهدف أبناء الجنوب، حيث قررت فصل عشرات الآلاف من الجنوبيين ومن وظائفهم المدنية والعسكرية، بالإضافة لنهب والاستيلاء على الأراضي في الجنوب.

محاولات الحوثي لغزو محافظات الجنوب


وبعد مرور سنوات، استعادت المقاومة الشعبية في يوليو / تموز عام 2015، سيطرتها الكاملة على المحافظات الجنوبية لحج والضالع وأبين، بعدما دخلت في معارك شرسة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية، والتي كانت قد استولت عليها.

وفي ذكرى الـ31 للوحدة بين الشمال والجنوب، خرج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بخطاب اعتبره المتابعون بـ"الهزيل"، عقب تأكيده أن البعض يحاول الإساءة لقضية الوحدة مع الجنوب، لنقل التجربة الإيرانية.

وفي سياق آخر، قال وضاح الجليل الكاتب الصحفي اليمني: إن الوحدة اليمنية هي الحل وليست المشكلة، موضحًا أن المشكلة تكمن في كيفية حدوث تلك الوحدة، وتحويل تلك الوحدة إلى مكسب سياسي لطرف سياسي؛ مما أدى إلى ظهور حركات مناهضة لهذه الممارسات.

وأضاف الجليل، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أنه بمرور الوقت تتحول تلك الحركات المناهضة إلى انتقامية وغير مسؤولة، والتي تعمل بشكل مواز على تدمير وإنهاك الروح الوطنية والوئام المجتمعي، فما تفشل فيه قوى الهيمنة، تساعدها على إنجاحه النزعات الانفصالية الغير مسؤولة.

الحوثي والإخوان الخطر الأكبر على اليمن


وتابع الكاتب الصحافي اليمني، أن جماعة الإخوان الإرهابية وميليشيا الحوثي الطائفية يعدان الخطر الأكبر على مستقبل اليمن بأكمله، موضحًا بأنهم يقدمون أنفسهم كحماة للوحدة اليمنية، عبر خطاب وطني يتهم الجميع بالعمالة والارتزاق.

واختتم أنه على الرغم من أن المجتمع يتعاطى مع الحوثيين باعتبارهم أخطر الأطراف النافذة على الأرض وأكثرها إضرارًا بالوحدة الوطنية والشعبية، إلا أن طرق عمل خصوم الحوثيين وتنافسهم يمنحهم ميزة تفوق في أوساط أنصاره، وينشر الإحباط واليأس في الوسط المناهض لهم.