محللون: استهداف الحوثيين في اليمن لسفن الشحن في البحر الأحمر قد يكون له أهداف أكبر
استهداف الحوثيين في اليمن لسفن الشحن في البحر الأحمر قد يكون له أهداف أكبر
يقول بعض المحللين العسكريين: إن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين يستهدفون السفن في البحر الأحمر ويعطلون أحد أهم ممرات الشحن في العالم، قد يكون لديهم دوافع أخرى لعدوانهم تتجاوز دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، حسب تقرير الإذاعة "صوت أمريكا".
مضايقة السفن
وأضافت الإذاعة الأمريكية - في تقريرها-، أن الحوثيين قاموا بمضايقة السفن في البحر الأحمر المجاور، وخاصة السفن الأمريكية والبريطانية، وأيضًا أي من السفن التي يعتقدون أنها تتجه إلى إسرائيل، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.
ويقول المحللون: إن الحوثيين لديهم أهداف إضافية، بما في ذلك الحفاظ على قوتهم في اليمن وتوسيعها.
الحوثيون يعززون سلطتهم
وقالت بيتول دوغان عكاس، الباحثة في شؤون الخليج العربي بجامعة دورهام، والتي تكتب في مجلة "إيكو" الإلكترونية الصادرة عن مركز كارنيغي للسلام الدولي: إن هجمات الحوثيين قد تكون استراتيجية ليس فقط لإعادة وضع أنفسهم كداعم إقليمي رئيسي لـ "المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي"، ولكن أيضًا "لتعزيز سلطتهم السياسية في اليمن، خاصة وسط المفاوضات الأخيرة مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب رسميًا"، بعد عدة سنوات من الأعمال العدائية بين البلدين.
ويذهب الباحث اليمني محمد علي ثامر إلى أبعد من ذلك، قائلاً: إن الحوثيين ربما يحاولون "صرف الانتباه عن مسؤولياتهم تجاه الشعب اليمني".
تصرفات تضر الفلسطينين
وقال "ثامر": "بدلاً من العمل على تحقيق سلام دائم في اليمن، وضمان دفع رواتب الموظفين العموميين وتشكيل حكومة وطنية، يبدو أنهم يعطون الأولوية للتعاطف الرمزي من العالم العربي والإسلامي".
وفي تصريحات لصحيفة "عرب نيوز" السعودية، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ: إن هجمات الحوثيين تضر الفلسطينيين ولا تساعدهم.
وأضاف: "هذا الإجراء الذي قام به الحوثيون لا يفعل شيئًا لمساعدة الفلسطينيين، ولا يخفف من معاناة سكان غزة على الإطلاق، في الواقع، على العكس من ذلك، فإنه يعقد حركة الإمدادات الحيوية إلى غزة".
ولم يُظهر الحوثيون أي علامة على التراجع، على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على المنشآت العسكرية اليمنية ردًا على ذلك.
وقال مسؤول أمريكي: إن الولايات المتحدة قصفت عدة طائرات بدون طيار في اليمن.
وقال بروس ريدل، محلل شؤون الشرق الأوسط، والزميل الفخري غير المقيم في معهد بروكينجز في واشنطن - في ندوة عبر الإنترنت عقدت مؤخرًا في معهد كوينسي في واشنطن، عن مخاطر توسع الصراع-: "أعتقد أن الجميع يشعرون بالقلق الشديد إزاء ما يرونه يحدث هنا، فهم يدركون جيدًا أن الحوثيين قد يبدأون في أي لحظة في استئناف العمل العسكري ضد أهداف في المملكة العربية السعودية".
استهدافات الحوثيين
ومنذ نوفمبر استهدف الحوثيون بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر، قائلين إنهم ينتقمون من الهجوم الإسرائيلي في غزة ضد حماس، لكنهم استهدفوا في كثير من الأحيان السفن التي لها روابط هشة أو ليست واضحة مع إسرائيل؛ مما يعرض الشحن للخطر في طريق رئيسي للتجارة العالمية وشحنات الطاقة.
تهديد حوثي
وندد المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع، في خطاب مسجل، إن الضربات الأمريكية لن تمر دون رد أو دون عقاب.
وعلى الرغم من أن إدارة بايدن وحلفائها حاولوا تهدئة التوترات في الشرق الأوسط لأسابيع ومنع أي صراع أوسع، إلا أن الضربات هددت بإشعال صراع أوسع في المنطقة.