الجارديان: بايدن يعلن عقوبات وطوارئ وطنية للتعامل مع عنف المستوطنين في الضفة الغربية
بايدن يعلن عقوبات وطوارئ وطنية للتعامل مع عنف المستوطنين في الضفة الغربية
في إجراء أمريكي نادر، فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين متورطين في أعمال العنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية. جاء ذلك بموجب أمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتضمن الأمر التنفيذي طوارئ وطنية للتعامل مع "التهديد" الذي تمثله تصرفات المستوطنين المتطرفين.
عقوبات سابقة
وأشارت صحيفة "الجارديان"، أن واشنطن سبق أن فرضت في ديسمبر الماضي قيود تأشيرة على مستوطنين متورطين في أعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة الغربية.
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألفا، فيما بلغ عدد الفلسطينيين ثلاثة ملايين، وهم يقيمون في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
هجمات إرهابية
وأصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا يتضمن إجراءات أمريكية ردًا على هجمات و"أعمال إرهابية" في الضفة الغربية المحتلة، حيث صعد المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين منذ بدء الحرب الحالية.
وقال بايدن في الأمر التنفيذي: "الوضع في الضفة الغربية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين والتهجير القسري لأفراد وبلدات وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تحتمل، ويشكل تهديدًا خطرًا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
تجميد أصول
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن فرض عقوبات على أربعة مستوطنين، وستجمد كل الأصول التي قد يكونوا يملكونها في الولايات المتحدة، فيما سيمنع الأمريكيون من القيام بأي تعاملات مالية معهم.
وبين المستوطنين الأربعة "دافيد شاي شاسداي"، من مستوطنة عشوائية في بلدة الحوارة، المتهم بقيادة أعمال شغب أدت إلى مقتل مدني فلسطيني. وكذلك "ينون ليفي"، المتهم بقيادة مجموعة من المستوطنين من مستوطنة مزرعة ميتاريم العشوائية، اعتدوا على فلسطينيين ومدنيين من البدو ودمروا ممتلكاتهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - في بيان-: إن "على إسرائيل بذل المزيد لوقف العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عنه".
وحذر بلينكن من أي تحركات من شأنها تهديد قيام دولة فلسطينية.
السنوات الأكثر عنفًا
وقتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية المحتلة خلال عام 2023؛ ما جعله "أكثر السنوات عنفا" على صعيد هجمات المستوطنين بحسب منظمة ييش دين للدفاع عن حقوق الإنسان.
وتزامنت هذه العقوبات مع زيارة بايدن إلى ولاية ميشيغن المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. ويقطن هذه الولاية عدد كبير من الأمريكيين من أصول عربية.
وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم بايدن لإسرائيل. ويقاطع رئيس بلدية إحدى ضواحي ديترويت زيارة الرئيس.
وكانت هذه الجالية دعمت بايدن بشكل واسع خلال الانتخابات السابقة، التي هزم فيها دونالد ترامب في العام 2020.
رد إسرائيلي
وتعليقًا على القرار الأمريكي، أكدت إسرائيل أن "لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية" ضد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو - في بيان-: إن "الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون بالقانون، ويقاتل الكثير منهم حاليًا دفاعا عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضد كل من ينتهك القانون في كل مكان".
وأظهر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب (الصهيونية الدينية) المنتمي إلى اليمين المتطرف والمؤيد لبناء المستوطنات اعتراضه في بيان على الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن.
وقال "سموتريتش": إن حملة عنف المستوطنين كذبة معادية للسامية نشرها أعداء إسرائيل بهدف تشويه المستوطنين الأوائل والمؤسسة الاستيطانية وإلحاق الضرر بهم، وبالتالي تشويه سمعة دولة إسرائيل بأكملها.