بسبب قمع طالبان.. الشعب الأفغاني يواجه أسوأ كارثة إنسانية في العالم
يواجه الشعب الأفغاني أسوأ كارثة إنسانية في العالم
يتزايد اليأس بين الأفغان من جميع مناحي الحياة حيث تستمر الأسعار في الارتفاع، ويؤثر إرهاق المانحين بشدة على المنظمات غير الحكومية، وتؤثر أحكام طالبان على المشاركة الاقتصادية، وبحسب مجلة «واشنطن اجزامنير» الأميركية، تشهد نقاط توزيع الطعام والمساعدات الإنسانية اجتياحا من جحافل الأفغان الجوعى، وقالت ليزلي ميريمان موظفة الإغاثة الدولية: "كان هذا الأسبوع هو الأسوأ، حيث ركب الأطفال السيارات، وكانوا عدوانيين في محاولة لتناول الطعام".
أزمات تتفاقم
الأزمة الإنسانية في أفغانستان تتفاقم بشدة حيث ارتفعت معدلات البطالة بشدة، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، ومنذ شهر سبتمبر شهدت الأسعار زيادة بنسبة 400% في سعر الدقيق وحده، بحسب مجلة «واشنطن اجزامنير»، وقال عبد الباري عظيمي، رئيس مؤسسة عظيمي، عن الزيادات الأخيرة في أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق والزيت والأرز، إن عدد الطلبات التي يتلقاها من أجل توفير عبوات الطعام تستمر في الانخفاض، حيث تنفد التبرعات من بعض المنظمات غير الحكومية، وتصل إلى نقطة الانهيار، كما اضطر بن أوين، الرئيس التنفيذي لشركة فلاندرز فيلدز، إلى إبعاد جميع الحالات باستثناء الحالات الأكثر خطورة في المنظمة، كما منحوا 68 من العائلات التي كانت تحت رعايتهم تحذيرًا لمدة 30 يومًا للعثور على سكن، لمساعدة العائلات التي احتاجت إلى شهر إضافي للبحث عن منزل آمن، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن العديد من الأفغان الفقراء يعيشون على كسرات من خبز قديم كان يستخدم في السابق كعلف للحيوانات.
قيود طالبان
وبحسب المجلة، فإن العديد من الرجال فقدوا وظائفهم، وتعمل زوجاتهم تحت ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث تشدد حركة طالبان القيود على حركة المرأة وعملها، وقالت أخصائية تقويم الأسنان "سيما" التي تم تغيير اسمها لحمايتها، إنها كانت المعيل الوحيد لأسرتها منذ أن أُجبر زوجها على الاستقالة دون الاستفادة من وظيفته في أحد البنوك في كابول، وتابعت المجلة، إنه لطالما كانت "سيما" تخشى أن تنتقم طالبان منها بسبب عملها السابق كصحفية ومدافعة عن حقوق المرأة، كما أن القيود المفروضة على عملها الحالي تخلق مخاوف جديدة، وبالفعل تحظر أحكام طالبان على سيما رؤية المرضى الذكور، وتجبرها على ارتداء برقع الوجه أثناء ممارسة الطب، وقالت سيما "تأشيرة العمل لإحضار زوجي وأطفالي لأوروبا من أفغانستان تكلف 15 ألف دولار، وليس لدينا هذا المبلغ من المال"، وأضافت "أكافح من أجل تلبية احتياجات أسرتي، يمكنك أن تتخيل كيف ستكون الأمور لبقية السكان".
حظر طالبان
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد طالبت جماعات حقوق الإنسان الأمم المتحدة بإنهاء التنازل الذي صدر عهد الرئيس السابق دونالد ترامب والذي يسمح لأعضاء طالبان الأكثر مسؤولية عن اضطهاد النساء في أفغانستان بالسفر إلى الخارج، وتابعت إنه في اختبار استعداد المجتمع الدولي لعزل طالبان يرى النقاد أن أعضاء طالبان الذين يقيدون حق المرأة في مغادرة منازلهم داخل أفغانستان يجب على الأقل منعهم من مغادرة بلادهم، وكانت الأمم المتحدة قد فرضت عقوبات واسعة النطاق على طالبان، لكن من المقرر أن يناقش مجلس الأمن الأسبوع المقبل ما إذا كان سيفرض حظر سفر على جميع أعضائه القياديين كوسيلة للإشارة إلى أن طريق طالبان إلى الاعتراف الدولي والشرعية محظور، طالما أنها تواصل مسارها في إخراج النساء من الحياة العامة والمراهقات من التعليم الثانوي.