استيلاء على مليارات التومانات.. فساد مراهق يكشف حقيقة الباسيج والمجموعات الجهادية الإيرانية
كشف فساد مراهق حقيقة الباسيج والمجموعات الجهادية الإيرانية
كانت واقعة الفساد الخاصة بالمراهق مهرشاد سهيلي، ذي الـ17 عامًا، والذي جنى مليارات التومانات من خلال إنشاء معسكر جهادي تابع لقوات الباسيج الإيرانية، القشة التي قسمت ظهر البعير للكشف عن هيكل الفساد في الجماعات الجهادية التي يشغلها النظام الإيراني والملالي الحاكم.
تقارير وردود فعل واسعة
التقارير حول فساد الباسيج أثارت ردود فعل واسعة داخل إيران، حيث كشفت التقارير التي نُشرت مؤخرًا على موقع "روزآرزو" وصحيفة "فرهيختكان" الإيرانية كيف أن المراهق مهرشاد سهيلي الذي يعيش في موسيان، بمحافظة إيلام غرب إيران، تمكن من كسب شهرة وثروة واسعة من خلال إقامة "معسكرات جهادية"، حيث سجلت حساباته المصرفية دخول وخروج مليارات التومانات في ظل أزمة اقتصادية حادة يعيشها الشعب الإيراني.
برامج مساعدات وهمية
التقارير الإيرانية الغاضبة تؤكد عدم وجود رقابة على أنشطة "المعسكرات الجهادية" بما فيها أموال سهيلي، حيث تبين أن بعض نشاطاته بخصوص مساعدة المحتاجين وهمية ولا أساس لها من الصحة.
اللافت أن المراهق الإيراني شغل منصب "قائد مقر ولي عصر"، و"مدير مؤسسة ولي عصر"، و"مدير مؤسسة الإمام الصادق"، وكان يتابع أنشطته عبر هذه المؤسسات الثلاث.
وحسبما ذكرت صحيفة "إيران إنترناشيونال"، فقد نشر سهيلي خلال الأيام الأخيرة بيانات تنفي ما ورد في التقارير الإعلامية الإيرانية، ونفى كذلك تصريحات مسؤول في "ديجي كلا"، وهي شركة تجارة إلكترونية تنشط في إيران.
وقال أمير حسن موسوي، كبير المديرين في مجال الاتصالات التنظيمية في شركة "ديجي كلا"، إن مهرشاد سهيلي اتصل بالشركة في عام 2019، وادعى أنه يتحدث بالنيابة عن إدارة ضريح السيدة معصومة في "قم" وطلب 50 مليون تومان لمساعدة مواكب الأربعين، بينما نفت إدارة الضريح أن يكون سهيلي ممثلا لها.
بدعم صحف الملالي
الغريب أن وكالات الأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني كانت تعمل على تسهيل عمليات النصب التي مارسها سهيلي، بما فيها وكالتا "فارس" و"تسنيم"، حيث نشرت هذه الوكالات العشرات من التقارير والأخبار التي تشيد بسهيلي، وقد كتبت "فارس" سابقا أن أنشطة سهيلي الثقافية بدأت منذ كان في الـ11 من عمره، وهو يحظى بدعم قائممقام مدينة موسيان بمحافظة إيلام.
ارتبط بحملة رئيسي
كما ارتبط سهيلي بحملة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، خلال الانتخابات الرئاسة الأخيرة التي جرت في إيران، وشغل منصبًا فيها.
وفي فبراير 2020، أشار تقرير آخر إلى "إزاحة الستار عن كتاب سيرة سهيلي في حفل حضره آية الله مصباح يزدي"، ولاحقا، أعلن نعمة الله داووديان، الشاعر المقيم في إيلام ومؤلف هذا الكتاب، في تصريح أدلى به إلى موقع "روزآرزو" أن رجل دين اتصل به وطلب منه تأليف كتاب عن سهيلي مقابل 3 ملايين تومان، ولكن في النهاية حصل على 700 ألف تومان فقط.
كما نشرت العديد من الأخبار حول إقامة مهرجانات من قبل سهيلي باعتباره "أصغر مراهق ناشط ثقافي في البلاد"، كما أجرى مقابلات مع وسائل إعلام إيرانية باعتباره "قائد مقر المهدي الثقافي الجهادي".
وحسبما نقلت "إيران إنترناشيونال"، فقد كتبت "فرهيختكان" في تقريرها أن تكلفة المساعدات التي يدعي سهيلي أنه قدمها في معسكره الجهادي تتراوح بين 60 و70 مليار تومان.
كذلك، ادعى سهيلي أنه قام بتوزيع مليون سلة غذاء، وتوفير غرف نوم وأثاث للأزواج الشباب، وإصلاح 50 ألف منزل للمحرومين، وتوزيع مليوني وجبة غذاء، لكنه لم يقدم أي وثائق حول تنفيذ هذه النشاطات.
كما أشار التقرير إلى كلام مهرشاد سهيلي حول توزيع مليون رغيف خبز، وأضاف كاتب التقرير أنه ذهب إلى بعض الخبازين في موسيان، لكنهم قالوا إنهم لم يحصلوا على طلب كهذا من قبل.
كذلك كشف بعض سكان موسيان في ولاية إيلام، أن سهيلي التقى مع عدد من مراجع التقليد، وأضافوا أنه "متواصل مع أشخاص كبار".
شراء بيوت وسيارات للمجموعات الجهادية
كما أخبر عدد من السكان بأن "سهيلي اشترى عدة منازل، كل منها يساوي أكثر من مليار تومان".
وقال مهرشاد سهيلي: إنه اشترى منزلاً في دهلران بأكثر من 500 مليون تومان وأيضًا سيارة لـ "مجموعته الجهادية" ولديه حوالي 1.5 مليار تومان في حسابه الشخصي ونفس المبلغ تقريبًا في حساب "مؤسسة الإمام صادق".
وكان كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني قد أعلنوا خلال السنوات الأخيرة عن إطلاق مجموعات جهادية للقضاء على الحرمان في إيران، حيث تشير التصريحات إلى وجود "50 ألف جماعة جهادية مسجلة، و92 معسكرا جهاديا في المحافظات، وثمانية معسكرات جهادية تنشط على الصعيد الإيراني".
بينما كشفت قصة المراهق سهيلي كيف كانت هذه المجموعات الجهادية وسيلة في أيدي الحرس الثوري والباسيج للاسيتلاء على مليارات التومانات، دون وجود نظام مراقبة لأنشطتهم، ودوراتهم المالية، الأمر الذي أضر بالاقتصاد الإيراني وزاد من حالة الفقر على نحو كبير في بلاد الفرس.