تهجير أهالي غزة.. خطة ترامب تواجه رفضًا عربيًا ودوليًا

تهجير أهالي غزة.. خطة ترامب تواجه رفضًا عربيًا ودوليًا

تهجير أهالي غزة.. خطة ترامب تواجه رفضًا عربيًا ودوليًا
حرب غزة

وسط أصداء تاريخية تعيد التذكير بمحاولات تهجير الفلسطينيين المتكررة، أثار تصريح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول إمكانية نقل سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن جدلاً واسعًا.
وبينما حظيت الفكرة بتأييد من اليمين الإسرائيلي المتطرف، قوبلت برفض عربي ودولي قاطع.

العودة إلى الطرح القديم بوجه جديد

جاء طرح ترامب كجزء من رؤيته للتعامل مع القضية الفلسطينية، مقترحًا نقاشًا أوسع مع دول المنطقة لتوفير حلول وصفها بـ"المؤقتة أو الدائمة".


وبرغم محاولة تقديمها كخطة جديدة، إلا إنها تعود إلى طروحات قديمة تتبنى إعادة هيكلة قطاع غزة على حساب الأراضي المجاورة.


محللون أشاروا، أن هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل كانت محور نقاشات منذ عام 2005، ورفضتها مصر بشكل قاطع منذ البداية.


الرؤية تستند إلى نقل الفلسطينيين خارج أراضيهم، وهو ما يمثل خطرًا جسيمًا على الأمن القومي لدول الجوار، خاصة مصر التي أكدت رفضها استيعاب اللاجئين الفلسطينيين في سيناء تحت أي ظرف.

حماسة إسرائيلية وصمت دولي


لقيت تصريحات ترامب ترحيبًا واسعًا من قبل قادة اليمين الإسرائيلي، الذين اعتبروها خطوة نحو تحقيق أهدافهم التاريخية. سياسيون بارزون وصفوا الفكرة بـ"الفرصة الذهبية" لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي الفلسطيني.

لكن هذا الحماس الإسرائيلي يواجه رفضًا فلسطينيًا قاطعًا، فصائل المقاومة وصفت الخطة بأنها امتداد لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني تمكن من إفشال مثل هذه المشاريع سابقًا وسيواصل الدفاع عن حقوقه التاريخية.

موقف عربي ثابت رغم الضغوط


على الصعيد الإقليمي، أبدت مصر والأردن مواقف صلبة في رفض هذه الطروحات، القاهرة أكدت أن تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وشددت على ضرورة الالتزام بحل الدولتين كمسار وحيد لحل القضية الفلسطينية.


بينما عمان، فجددت رفضها أي محاولات لإعادة توطين الفلسطينيين على أراضيها، معتبرة أن ذلك يشكل خطرًا على التركيبة السكانية للمملكة.


يبدو أن مصر تواجه ضغوطًا خارجية متزايدة، مع احتمال ربط المساعدات الأميركية بموقفها من هذه الخطة. وبرغم التحديات الاقتصادية التي تعاني منها القاهرة، فإن القيادة المصرية تتمسك برفض أي محاولات تهدد استقرار المنطقة.


ومع إصرار ترامب واليمين الإسرائيلي المتطرف على إعادة إحياء هذه الخطة، يظل التساؤل قائمًا حول فرص تطبيقها في ظل الرفض الفلسطيني والعربي والدولي، يرى مراقبون، أن هذه الطروحات قد تكون وسيلة لتبرير سياسات أكثر عدوانية في قطاع غزة، لكنها ستصطدم بجدار الصمود الفلسطيني والمواقف الإقليمية الثابتة.


إحياء فكرة التهجير يعكس محاولات إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة، لكن صمود الفلسطينيين وتحالف الدول العربية يمثلان سدًا منيعًا أمام ما يصفه البعض بـ"نكبة جديدة".


في الوقت نفسه، أكد السفير المصري في الولايات المتحدة، معتز زهران، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي حلول تتضمن نقل الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، مشددًا على أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى "نكبة ثانية" للشعب الفلسطيني، وهو ما يعد كارثة إنسانية غير مقبولة.


وأضاف السفير: "لنكن واضحين، مصر ليست في مجال قبول أي اقتراحات قد تضعف القضية الفلسطينية".


قال عضو البرلمان المصري مصطفى بكري: إن المصريين سيكسرون عنجهية ترامب على صخور سيناء، وأضاف: "أيها المغيب عن الوعي، هذه هي مصر، التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ.

تاريخها يمتد لسبعة آلاف عام، وليس خمسمائة. تعهدات ترامب بتهجير سكان غزة إلى سيناء تمثل انتهاكًا للقانون الدولي ومحاولة لفرض سياسة القوة والبلطجة على مصر، التي أعلنت سابقًا رفضها القاطع لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أرضها، اعلم أيها المتسلط، أن المصريين جميعًا متوحدون خلف رئيسهم في رفضهم لهذه المحاولات".


وتابع: "هذه لحظة حاسمة لفرز المواقف: إما أن تقف مع وطنك أو مع المخطط الأمريكي الصهيوني لتوطين الفلسطينيين في سيناء، إنها لحظة الحقيقة. مصر ليست عبد الفتاح السيسي وحده، بل 110 مليون مصري مستعدون للدفاع عن وطنهم بكل قوتهم، لا تختبر صبرنا، يا بلطجي العالم".