لبنان.. كيف تتجنب لبنان تكرار مأساة سالي حافظ ؟.. محلل سياسي يجيب
لابد وأن تتجنب لبنان تكرار مأساة سالي حافظ
سيناريو كارثي تتعرض له لبنان بعد نجاح اقتحام الناشطة سالي حافظ لأحد المصارف في لبنان، بعد محاولة مماثلة في 11 أغسطس الماضي، أعادت الناشطة فكرة اقتحام المصارف للأذهان، بعد أن احتجزت رهائن لفترة وجيزة، للحصول على وديعتها البنكية، حيث غادرت بعد أن حصلت على جزء من الوديعة، حسبما أشار مصدر من جمعية "صرخة المودعين"، التي تدافع عن اللبنانيين الذين علقت مدخراتهم في البنوك اللبنانية في ظل الانهيار المالي.
سالي حافظ
وأضاف مصدر جمعية صرخة المودعين: أن سالي حافظ كانت تسعى للوصول إلى مدخراتها لدفع تكاليف علاج شقيقتها من السرطان، وأكد مصدر في بنك لبنان والمهجر انتهاء وضع احتجاز الرهائن، وألقت المودعة البنزين على نفسها، وهددت بإحراق نفسها في حال عدم تسليمها وديعتها لمعالجة شقيقتها المريضة، ونشرت فيديو على صفحتها في فيسبوك، وقالت إنّها اقتحمت فرع مصرف "بلوم بنك" في منطقة الأشرفية، وهددت بإحراق نفسها في حال لم تسترد وديعتها لدفع تكاليف علاج شقيقتها التي تتعالج من السرطان في أحد المستشفيات، ونشر لبنانيون مقطع فيديو لشقيقتها التي بدت بالفعل في حالة إعياء شديد، ولاحقاً، قالت جمعية المودعين: "المودعة المسلحة تغادر المصرف بعد حصولها على (20) ألف دولار من مدخراتها لعلاج شقيقتها من السرطان".
المحاولة الأولى
وفي أغسطس الماضي، احتجز مسلح رهائن بمصرف "فدرال بنك" في لبنان، وسلّم نفسه لقوات الشرطة، بعد اتفاق على تسلم جزء من ودائعه المالية لعلاج والده، ووافق المسلح على تسليم نفسه بعد قبوله بأخذ (30) ألف دولار من ودائعه في البنك، التي تفوق الـ200 ألف دولار، حيث يعاني لبنان من أوضاع اقتصادية صعبة منذ نحو 3 أعوام، تسببت بانهيار قيمة العملة المحلية، وأزمة في قطاع المصارف، ويعيش لبنان لحظة فارقة في تاريخه يعتبرها كثير من المحللين السياسيين هي الأسوأ على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تتوالى عليه الأزمات من كل اتجاه.
الحل سياسي
من جانبه، يقول محمد الرزّ، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، إن لبنان أمام سلسلة سيناريوهات محتملة تحوم فوقه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وليست عمليات اقتحام المصارف من قِبل بعض المودعين اللبنانيين لاسترداد أموالهم سوى مؤشر على طبيعة مرحلة الفوضى الشاملة التي تهدد لبنان وتشمل كل مرافق الحياة فيه إذا لم يتم لجم حالة الانهيار المتسارعة على كل الأصعدة، مؤكدًا أن حل الأزمة يتوقف على الاستقرار السياسي في البلاد حتى يصبح هناك شخص يقيم الأزمات ويحاول حلها.
وتابع الرز، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، من ضمن هذه السيناريوهات، قيام التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون ويرأسه جبران باسيل بتسيير مظاهرات شعبية بدءا من 15 أكتوبر المقبل إلى القصر الجمهوري، قبل انتهاء ولاية الرئيس بـ15 يوما لمطالبته بالبقاء في القصر تحت شعار عدم تسليم السلطة لحكومة تصريف أعمال؛ ما يعطي الرئيس عون حجة إما للبقاء أو لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة صهره جبران باسيل، الأمر الذي سيؤدي إلى استحداث شرخ في السلطة السياسية بوجود حكومتين، وإلى تعميق الأزمة عبر اتهام كل حكومة للأخرى بعدم الشرعية، مضيفًا، إذا حدث هذا الأمر الذي يتم التداول به حاليا بين مستشاري رئيس الجمهورية فإنه سيؤدي إلى اشتعال النوازع الطائفية حيث سيلقى رفضا كليا من الطائفة السنية، خاصة بعد الاجتماع الموسع الذي دعا إليه المفتي الشيخ عبداللطيف دريان للنواب السنة في دار الإفتاء 25 الجاري والذي سيؤكد الالتزام بموقع رئيس مجلس الوزراء وبحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أما على صعيد الثنائي الشيعي فإنه مرتاح إلى علاقة حزب الله بالرئيس عون وتياره وكذلك إلى علاقة الرئيس نبيه بري بالرئيس ميقاتي.