محللون يكشفون خطورة التمدد الإخواني في المجتمعات الأوروبية
محللون يكشفون خطورة التمدد الإخواني في المجتمعات الأوروبية
ساهمت الكثير من الجمعيات الإسلامية والمنظمات وغيرها - التي تبنت أفكار الإخوان وسياساتهم- في توسيع نشاطات هؤلاء بالشكل القانوني الذي حتم على السلطات الفرنسية عدم الوقوف في وجه هذا التيار إلا بعد استفحال ظاهرة التمدد الإخواني على أراضيها باسم الإسلام.
التمدد الإخواني
وتواجه فرنسا معضلة التمدد الإخواني داخلها الذي يقيم علاقاته الوثيقة مع الإخوان ويعمل على تدعيم البنية القاعدية الممثلة في الجمعيات المساجد والمراكز وغيرها من أجل تحقيق أهدافه الخاصة، وهكذا وجد الإخوان شريكًا استراتيجيًا يساهم في تمويله ودفعه هو الآخر لبلوغ غاياته في التمدد ليس في فرنسا فقط بل في أوروبا كلها.
قطعت فرنسا على مدار العامين الماضيين شوطًا طويلًا بمواجهة تيارات التطرف، وفي القلب منها جماعة الإخوان، التي لطالما حظيت بالحرية والانتشار داخل المجتمع الفرنسي، ويبدو أنّ خطة المواجهة الفرنسية، التي بدأت إثر تحذيرات أمنية واستخباراتية من مخاطر انتشار التنظيم وعلاقته بالتنظيمات الإرهابية الأخرى في الشرق الأوسط، لعل أبرزها (داعش) و(القاعدة)، يبدو أنّها تسير نحو نمط أكثر صرامة وحسمًا مع التنظيم الذي اعتمد على أوروبا كملاذ آمن خلال الأعوام الـ (10) الماضية.
تهديدات كبرى
في هذا الصدد.. قالت مديرة المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية الدكتورة عقيلة دبيشي: إنّ فرنسا خلال الفترة الماضية لجأت إلى عدة مستويات تصدت من خلالها لمحاولات تهديدات مخاطر جماعة الإخوان على البلاد.
وأكدت - في تصريحات للعرب مباشر-، أنّ من بين تلك الإجراءات العمل على تطويق إيديولوجيا الكراهية لدى الإخوان في أوروبا، من خلال حظر التنظيمات المتطرفة المحسوبة على الجماعة المتطرفة داخل فرنسا ومحاصرتها.
وأوضحت مديرة المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية والدولية، أنّ من القرارات التي اتخذتها فرنسا قوانين تصعب الحصول على الإقامة ومنح التأشيرة للأجانب،خصوصًا المشتبه بهم، وكذلك قوانين لمتابعة الإرهابيين مثل الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية، وهو مشروع قانون يسمح للجهات القضائية بمتابعة الذين أدينوا بأكثر من (5) أعوام سجناً في قضايا إرهاب، بعد خروجهم من السجن.
وأشارت دبيشي، إلى أنّ الأعمال الإرهابية التي وقعت في أوروبا خلال الفترة الماضية، دفعت حكومات دول أوروبا، ومنها فرنسا، إلى العمل على محاربة الجماعة من خلال عدة مراحل، أبرزها تفكيك الإيديولوجية، ومحاصرة مجال امتدادها بكل الأدوات الثقافية والتربوية والإعلامية والأمنية.
خطر الإخوان
وفي السياق ذاته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بالقاهرة الدكتور مصطفى أمين: إنّ فرنسا تسير على درب النمسا في مواجهة جماعة الإخوان في ظل المخاوف من العمليات الإرهابية التي تحدث في القارة الأوروبية، مضيفاً أنّ باريس مصممة على مواجهة التنظيم خوفاً من التهديدات الإرهابية وزيادة عمليات التطرف، خاصة بعد العملية الإرهابية التي شهدتها روسيا وحصدت العشرات من الضحايا؛ ممّا جعل الرئيس الفرنسي ماكرون يطالب الجهات الأمنية برفع مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى كإجراء احترازي، في ظل خطر الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء أوروبا
ولفت إلى أنّ تقارير الجهات الأمنية الفرنسية رصدت انتشار مظاهر التطرف داخل عدد من المدن الفرنسية، وربطت التقارير ذلك بانتشار الإسلام السياسي، وهو أمر أكد عليه أيضًا مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي دعا قيادات الدولة إلى مزيد من اليقظة ضد خطر الإخوان، موضحًا أنّ تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية في فرنسا وأوروبا لم يحدث حتى الآن، إلا إنّ ما يتردد داخل الكواليس والجهات الاستخباراتية يؤكد اتخاذ تلك الخطوة على المستوى الأوروبي.