لماذا لبنان الأكثر تضرُّرًا من الحرب الروسية الأوكرانية؟.. البنك الدولي يجيب
تعد لبنان الأكثر تضرُّرًا من الحرب الروسية الأوكرانية
لماذا لبنان الأكثر تضررًا في العالم من الحرب "الروسية – الأوكرانية"؟ سؤال أجاب عنه البنك الدولي في تقرير صدر حديثًا، حول الدول الأكثر تأثرًا بويلات الأزمة الغذائية العالمية التي خلفتها الحرب "الروسية – الأوكرانية"، وكأن لبنان البلد المتدهور اقتصادياً واجتماعياً ينقصه هذه النتائج السلبية، حيث أكد التقرير الدولي أن قياس الأثر يتم من خلال قياس معدل تضخم أسعار الغذاء في دول العالم، وكانت لبنان على رأس قائمة أكثر 10 دول متأثرة بالحرب.
مأساة لبنان
تعتمد لبنان بشكل كامل على القمح والحبوب المستوردة من أوكرانيا وروسيا، ولاسيما المساعدات التي تصلها من أوروبا بعد الأزمة الاقتصادية التي انطلقت في عام 2019، ولكن بعد الحرب لم تعد أي جهة من الجهات المذكورة لديها القدرة على توريد أو تقديم مساعدات إلى لبنان، وعلى خلفية هذه الأزمة قدمت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه، وعودًا بتقديم مساعدات إضافية إلى لبنان، لتجاوز المشكلة الغذائية، وتخطي أزمة ارتفاع الأسعار في لبنان، والتي تفاقمت مع الحرب الروسية على أوكرانيا.
فيما يعيش اللبنانيون ظروف شديدة القسوة، بعدما كانت بلادهم تسمى بـ"سويسرا الشرق الأوسط" بسبب ثرواتها، وبدأ التدهور مع إصرار الطبقة الحاكمة على الصراعات السياسية فيما بينها، بدلًا من البحث عن حلول للأزمات التي تواجه البلاد وإلقاء اللوم على المجتمع الدولي.
الأزمات الاقتصادية في لبنان زادت حدتها إلى أن أصبح 80% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، مع تضاءل "القوة الشرائية للبنانيين يومًا بعد يوم، كما فقدت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، وفي الوقت نفسه يعاني ملايين اللبنانيين واللاجئين في لبنان، من صعوبة في الحصول على المياه النظيفة لأسباب عديدة منها تهالك البنية التحتية والانقطاع المتكرر للكهرباء، وهو ما يؤدي إلى تعطل مضخات توصيل المياه.
لا ماء.. لا كهرباء.. لا وقود
من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، من أن أنظمة إمدادات المياه في لبنان لا تزال على حافة الهاوية وتعرّض صحة ملايين الأشخاص وبخاصة الأطفال للخطر، أزمة البنية التحتية تسببت في وجود المياه بوفرة في السدود والآبار الجوفية مقابل شحّ في مياه المنازل، في أزمة تزيد من صعوبات الحياة في لبنان، في الوقت نفسه يمثل الوقود أزمة أخرى شديدة الصعوبة، هذه الأزمة التي تعيشها لبنان منذ سنوات بعيدة ومستمرة خاصة أن الوضع الحالي لا ينذر بحلول مبكرة وجذرية، حيث تشهد محطات المحروقات في لبنان إقبالا كثيفا من المواطنين لشراء مادة البنزين وتخزينها منذ ليل السبت الماضي، وذلك تحسبا لارتفاع قيمتها أو اختفائها، فيما أقفلت العديد من المحطات أبوابها بوجه المواطنين في انتظار ارتفاع الأسعار.
التحرك السريع
في السياق ذاته، تمثل أزمة الخبز أحد أكبر الأزمات التي تفاقمت بشدة منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وبات اللبنانيون غير قادرين على توفير الخبز نتيجة نقص الحبوب، فأصبحت الطوابير على المخابر أمرًا طبيعيًا يحدث كل يوم، واعتبر البنك الدولي أنّ "المالية العامة في لبنان في فترة ما بعد الحرب الأهلية استُخدمت كأداة للسيطرة الممنهجة على موارد البلاد، وساعدت على خدمة مصالح نظام اقتصاد سياسي متجذِّر، واستُخدِم التراكم المفرط للديون لخلق وهم الاستقرار وتعزيز الثقة في النظام المالي الكلي حتى يستمرّ جذب الودائع، وأدّى الكساد الذي كان متعمداً خلال الأعوام الثلاثين الماضية إلى إفراغ الدولة من قدراتها على تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين".
وشدد البنك الدولي في بيانه بشأن التقرير أنّه "على لبنان أن يعتمد على نحو عاجل وبفعالية برنامجاً شاملاً للإصلاحات المالية العامة الكلية، والإصلاحات المالية والقطاعية التي تخصص أولوية للحوكمة والمساءلة والشمول. وكلما تمّ الإسراع في تنفيذ هذه الإصلاحات، خفّت الآثار المؤلمة لعملية التعافي على الشعب اللبناني".