مداهمة الـFBI: تفتيش منزل ومكتب جون بولتون في قضية وثائق سرية

مداهمة الـFBI: تفتيش منزل ومكتب جون بولتون في قضية وثائق سرية

مداهمة الـFBI: تفتيش منزل ومكتب جون بولتون في قضية وثائق سرية
جون بولتون

بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حملة تفتيش واسعة شملت منزل ومستودع أوراق السفير الأمريكي السابق ومستشار الأمن القومي الأسبق في إدارة الرئيس دونالد ترامب، جون بولتون، في إطار تحقيق رسمي حول كيفية التعامل مع معلومات سرية خلال فترة عمله بالحكومة الأمريكية، حشبما ذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

تفاصيل عملية التفتيش


أفادت مصادر مطلعة أن عناصر الـFBI داهموا منزل بولتون في ولاية ماريلاند، بالإضافة إلى مكتبه في العاصمة واشنطن.


وقد شوهد بولتون صباح الجمعة وهو يتحدث مع عملاء فيدراليين كانوا يرتدون سترات تحمل شعار الـFBI قبل أن يغادر المبنى ويتوجه إلى مكتبه حيث نقل العملاء حقائب وأدلة عبر مدخل جانبي.


وأكدت المصادر أن بولتون لم يتم توقيفه، ولم توجه له أي تهم حتى الآن. وفضلت وزارة العدل والبيت الأبيض عدم التعليق على العملية، بينما اكتفى بعض قادة الوزارة بالإشارة إليها بشكل غير مباشر عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلفيات سياسية وقانونية


وتأتي هذه التطورات في سياق حساس تشهده واشنطن، حيث يتهم مراقبون إدارة ترامب باستخدام سلطاتها الأمنية والقضائية لملاحقة معارضيه البارزين داخل الحزب الجمهوري وخارجه.


وتُشير التقارير إلى أن التحقيق مع بولتون يتقاطع مع خطوات مماثلة استهدفت منتقدين آخرين لترامب، بينهم المدعي العام السابق في نيويورك ليتيتيا جيمس والسيناتور الديمقراطي آدم شيف.


وكتب مدير الـFBI كاش باتيل، المعروف بقربه من ترامب، على منصة X قائلًا: "لا أحد فوق القانون"، فيما علقت وزيرة العدل بام بوندي قائلة: "سلامة أمريكا غير قابلة للتفاوض، والعدالة ستأخذ مجراها".

بولتون بين المواجهة والانتقام السياسي


وفي مقابلات سابقة، كان بولتون قد عبر عن قناعته بأن إدارة ترامب تمارس ما سماه "الرئاسة الانتقامية"، مؤكدًا أن الرئيس سحب منه الحماية الأمنية كجزء من استهداف سياسي مباشر.


وتابعت الشبكة الأمريكية، أن بولتون، الذي عمل مستشارًا للأمن القومي لترامب لمدة 17 شهرًا، دخل في خلافات حادة معه حول ملفات إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية.


كما واجه بولتون في السابق اتهامات بالكشف عن معلومات حساسة في كتابه "الغرفة التي حدث فيها ذلك"، وهو العمل الذي تضمن انتقادات لاذعة لترامب واصفًا إياه بأنه "يفتقر للمعرفة في السياسة الخارجية". ورغم أن وزارة العدل حاولت مقاضاته في 2020، إلا أنها أسقطت القضية في 2021 بعد مراجعات داخلية.

إرث سياسي مثير للجدل


جون بولتون، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، كان دائمًا شخصية مثيرة للجدل.


عُرف بمواقفه المتشددة في السياسة الخارجية، وسبق أن فكر في الترشح للرئاسة في 2012 و2016.


وفي 2022، كشفت السلطات الأمريكية عن مخطط اغتيال استهدف بولتون يقف خلفه عنصر مرتبط بإيران، في انتقام محتمل لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020.