مهمة الموساد السرية.. خطة إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين إلى دول بعيدة
مهمة الموساد السرية.. خطة إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين إلى دول بعيدة

كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بمهمة سرية تتمثل في البحث عن دول تقبل استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين المرحلين من قطاع غزة، وفق ما أفاد به مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
مساعي إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين
وتأتي هذه الخطوة في ظل محاولات مستمرة من جانب إسرائيل لإيجاد حلول للتعامل مع السكان الفلسطينيين في غزة، حيث يسعى نتنياهو إلى ترحيل أعدادٍ كبيرة منهم إلى دول قد تبعد آلاف الكيلومترات عن القطاع.
ورغم أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل مليوني فلسطيني من غزة لإعادة بناء القطاع لم يحقق أي تقدم يُذكر، فإن نتنياهو يبدو عازمًا على إيجاد دول يمكنها استقبال هؤلاء المرحلين.
مفاوضات سرية مع دول إفريقية وآسيوية
أفاد المسؤولان الإسرائيليان ومسؤول أمريكي سابق، بأن محادثات جرت بالفعل مع دول مثل الصومال وجنوب السودان — وهما بلدان فقيران يعانيان من نزاعات في شرق إفريقيا — إلى جانب دول أخرى منها إندونيسيا.
ووفقًا للمصدرين، أعطى نتنياهو تعليماته السرية إلى الموساد منذ بضعة أسابيع لتولي هذه المهمة، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.
تصعيد إسرائيلي على الأرض
تأتي هذه الجهود في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، حيث أصدرت أوامر بإخلاء مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع استئناف القتال.
وقد تعهد نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون بارزون بمواصلة احتلال أجزاء متزايدة من غزة في حال رفضت حركة حماس الإفراج عن الرهائن المتبقين.
وفي سياق متصل، ناقش المسؤولون الإسرائيليون — دون اتخاذ قرار نهائي — خطة لشن عملية برية واسعة النطاق داخل غزة تتضمن إجبار معظم سكان القطاع على الانتقال إلى ما يُسمى "منطقة إنسانية" صغيرة في جنوب غزة.
أزمة إنسانية متفاقمة
تشير التقارير، أن نحو 90% من سكان غزة قد نزحوا بالفعل جراء الحرب، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس عن سقوط أكثر من 50 ألف قتيل حتى الآن.
وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي تكبدها الفلسطينيون، فإن الكثيرين منهم يعارضون بشدة أي محاولات لإبعادهم عن وطنهم.
رفض عربي ودولي
تعارض السلطة الفلسطينية وعدد كبير من الدول العربية ومعظم الدول الغربية بشدة أي خطط لترحيل الفلسطينيين من غزة.
وفي خطوة لافتة، وافقت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع على إنشاء مديرية خاصة داخل وزارة الدفاع لمتابعة ما وصفته بعملية "الخروج الطوعي" للفلسطينيين من القطاع.
جدل حول مفهوم "الخروج الطوعي"
رغم وصف العملية بأنها "طوعية"، فإن السياسات التي يدفع باتجاهها وزراء يمينيون متشددون مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تُثير جدلاً واسعًا.
وكان سموتريتش قد تحدث الشهر الماضي في الكنيست بوضوح عن خطة تهدف إلى طرد جميع سكان غزة قائلاً: "إذا أخرجنا 10 آلاف شخص يوميًا، فسنحتاج إلى ستة أشهر. وإذا أخرجنا 5 آلاف شخص يوميًا، فسيستغرق الأمر عامًا كاملاً".
تحذيرات قانونية
يؤكد خبراء قانونيون في إسرائيل والولايات المتحدة، أن تنفيذ عملية تهجير جماعي بهذا الحجم سيمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
ورغم قبول بعض الدول استقبال أعداد قليلة من المرضى الفلسطينيين، لا سيما الأطفال، لم توافق أي دولة حتى الآن على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين المرحلين من غزة.
وتواجه خطط ترحيل الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن معارضة شديدة من هذين البلدين، حيث رفضا بشكل قاطع مقترحات ترامب السابقة بشأن توطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين على أراضيهما.
جهود أمريكية للتهدئة
في الوقت الراهن، لا يبدو أن ترامب يواصل الدفع بخطته الخاصة بترحيل الفلسطينيين.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يركز حاليًا بشكل كامل على التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل وحركة حماس يضمن إطلاق سراح الرهائن واستعادة الهدنة.