المونديال وقطر.. جدل جديد يشهده كأس كرة القدم بسبب طقس الدوحة وتفشي كورونا بها
تشهد قطر تفشي الإصابات بفيروس كورونا وسط فشل الحكومة في مواجهتها
مع الاستعداد لمونديال كرة القدم، هذا العام، في قطر، مازال الجدل الواسع بشأن الدوحة مستمرا، والذي مر بمراحل عديدة، بداية من حصولها عليه عبر الرشوة، ثم انتهاكات حقوق العمال المهاجرين ووفاة أعداد كبيرة منهم، إلى أزمات تشييد الملاعب، ثم مساحة قطر الضعيفة، حتى وصل إلى طقسها الصعب، خاصة مع انتشار فيروس كورونا المستجد بها، وسط عدم قدرة الدولة على مواجهة ارتفاع الحالات.
طقس قطر
وفي تقرير لوكالة "فرانس برس"، سلط الضوء على أزمة الطقس وكورونا في قطر، موضحا أن العالم واجه أوقاتا صعبة في ظل الجائحة التي أربكت حياة الملايين وتوقفت معظم مناحي الحياة، ورغم ذلك لم يتوقف عالم الساحرة المستديرة كرة القدم، حيث نُظمت مباريات كبيرة وتنافست الفرق والمنتخبات للتتويج وحصد البطولات.
ورغم ذلك فإن العام المقبل لن يكون مألوفا بعض الشيء بسبب التغير الذي طرأ على الأجندة الكروية، بسبب تنظيم كأس العالم 2022 في قطر، في الفترة ما بين 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر، وذلك لأول مرة وليس في مايو أو يونيو أو يوليو مثلما نُظمت بطولات كأس العالم السابقة.
وأشار إلى أن الدولة المضيفة قطر افترضت مسبقا قدرتها على استضافة البطولة في يونيو ويوليو، إذ أكدت استطاعتها عمليا عدم جعل الأمر يشكل مشكلة، بسبب أجهزة التكييف، ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اعتبر أن الطقس سيكون شديد الحرارة ولذا قرر تغيير المواعيد في قرار لم يحظَ بقبول كبير.
موعد مقلق
وبسبب تزامن المونديال مع مسابقات كروية أخرى، منها الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج"، الذي سوف يتوقف مع انطلاق كأس العالم في 13 نوفمبر ما يعني عدم منح مدربي المنتخبات المزيد من الوقت للاستعداد لمنافسات المونديال.
وفي ضوء ذلك، يبدأ الدوري في 6 أغسطس ثم تعود المنافسات بسرعة بعد نهائيات كأس العالم في 26 ديسمبر لكي ينتهي الموسم الإنجليزي في 28 مايو، ما يعني إرهاق نجوم الدوري من الأجانب بسبب السفر والرحلات الجوية.
وعن ذلك، قال أسطورة الكاميرون ولاعب تشيلسي السابق جيريمي، الذي يرأس حاليا النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) عن قارة إفريقيا: إن "ما يهم لاعب كرة القدم هو اللعب، لكن على مر السنين يصبح من الصعب الحفاظ على الإيقاع المستمر للمباريات فوق اعتبارات رحلات السفر الطويلة إلى مناطق مناخية وزمنية مختلفة".
أما فيما يتعلق باللاعبين الأوروبيين، فعلى الأقل سوف يحصلون على راحة في يونيو العام المقبل وهو الأمر الذي لم يكن ليحصلوا عليه إذ نُظمت كأس العالم في الصيف وليس في شتاء كما الحال مع مونديال قطر.
كورونا في قطر
كما أبدت الوكالة العالمية قلقها من أوضاع فيروس كورونا في قطر تزامنًا مع فصل الشتاء الحالي، إذ أعلنت وزارة الصحة القطرية، في آخِر إحصائياتها، تسجيل 1687 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، في ظل ارتفاع جديد بالحالات، كونها صاحبة الحصيلة الأعلى بدول الخليج، ما يثير المخاوف مع قرب الاستعداد لكأس العالم لكرة القدم العام الجاري.
فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم القطرية، أنه نظرًا للظروف الراهنة المتعلقة بجائحة كورونا وما تشهده الفترة الحالية من تزايد في الإصابات اليومية، سيتم تمديد العمل بالدراسة عن بعد حتى 27 الشهر الحالي.
وبذلك، تعد قطر من الدول المعدودة في العالم التي سجلت ارتفاعا عاليا في نسبة تفشي كورونا، مقارنة بين عدد سكانها والإصابات، وهو ما نتج عنه مشاكل وأزمات ضخمة العام الماضي، والتي من الواضح أنها تتكرر مجددا.
وتحاول الحكومة بث تلميحات بشأن ذلك التدهور من خلال عدة خطوات، من بينها ما أكدته وزارة الصحة، في بيانها منذ أيام، بشأن ارتفاع الحالات الجديدة المسجلة يوميا لكورونا، حيث إن رصد متحور أوميكرون في الدوحة يعد خطرا متمثلا بظهور حالات جديدة بالفيروس، الذي ينتشر بصورة سريعة، محذرة من خطورة المرحلة في محاربة الفيروس.
وظهر تلاعب الحكومة القطرية فيما يخص أعداد الإصابات بالبلاد، عدة مرات خوفا من فشل كأس العرب وهروب المشجعين، وتهديد مباريات المونديال المقرر انطلاقه العام الجاري، بجانب كشف إهمالها وضعف جهازها الصحي، لتفضل صورتها على الصحة العامة.
كما أعلن مجلس الوزراء القطري، إعادة الكمامات ليكون الالتزام بها في جميع الأماكن العامة المغلقة والمفتوحة، بعد أن كانت إلزامية فقط في الأماكن المغلقة، مع استثناء الأطفال دون 6 سنوات ومن يمارسون الرياضة في الأماكن المفتوحة.
ورغم تصاعد الإصابات، وجه باستمرار السماح بتنظيم المؤتمرات والمعارض والفعاليات لكن بطاقة استيعابية لا تتجاوز 75 بالمائة في الأماكن المفتوحة، و50 بالمائة في المغلقة، على أن يكون من بين تلك النسبة 90 بالمائة من المشاركين ممن استكملوا جرعات اللقاح المضاد لـ (كوفيد-19) ويلتزم غير المطعمين أو من لم يستكملوا التطعيم بإجراء فحص الفيروس.
وأصدرت وزارة الصحة القطرية، قائمة حمراء ضِمن سياسة السفر والعودة حسب تصنيف خطورة جائحة كوفيد-19، وضمت القائمة 47 دولة بعد تحديثها، حيث انضمت 24 دولة من بينها الجزائر والسودان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وكندا.
فيما أعلن المزود الرئيسي لخدمات الرعاية الصحية في قطر وقف إجازات موظفيه العاملين في الأقسام المرتبطة بفيروس كورونا، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بشكل سريع في الإمارة.
وأصدرت مؤسسة حمد الطبية الحكومية، التي تدير 12 مستشفى وخدمات الإسعاف في قطر، تعميمًا بأنه "تم اتّخاذ القرار الصعب بتعليق جميع طلبات إجازات الموظفين التي سبق الموافقة عليها والمستقبلية للموظفين الذين يعملون في أنشطة كورونا".