محلل سياسي فلسطيني: شروط إسرائيل التعجيزية تُهدد أمن المنطقة والمبادرة المصرية القطرية هي المسار الواقعي نحو التهدئة
محلل سياسي فلسطيني: شروط إسرائيل التعجيزية تُهدد أمن المنطقة والمبادرة المصرية القطرية هي المسار الواقعي نحو التهدئة

تشهد الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على غزة تحديات كبيرة، في ظل تمسك إسرائيل بشروط وصفت بأنها تعجيزية، ما يُهدد بانهيار مسار التهدئة ويمدّد أمد الصراع الذي بات يلقي بظلاله على استقرار المنطقة بأكملها.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المفاوضات الجارية بوساطة مصرية وقطرية، وبمشاركة الولايات المتحدة، لا تزال تواجه عقبات بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام بجدول زمني لوقف شامل لإطلاق النار، وإصرارها على ربط أي اتفاق بملفات أمنية داخلية. هذا التعنت، وفق المراقبين، يضاعف من المخاوف بشأن توسع دائرة التصعيد في المنطقة.
المقترح المصري القطري، الذي حظي بتأييد دولي واسع، يتضمن ترتيبات لوقف متدرج لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق، إضافة إلى فتح مسار سياسي يؤدي إلى اتفاق شامل يضع أسسًا دائمة للاستقرار. ورغم الترحيب الفلسطيني بالمبادرة، فإن الشروط الإسرائيلية تقف حجر عثرة أمام تحقيق تقدم ملموس.
ويؤكد مراقبون أن استمرار التعنت الإسرائيلي لن يعرقل فقط جهود التهدئة، بل سيهدد أمن المنطقة برمتها، في ظل تزايد احتمالات اتساع رقعة الصراع ليشمل جبهات أخرى. في المقابل، يرى آخرون أن نجاح المبادرة المصرية القطرية قد يشكل اختراقًا مهمًا يمهد لمرحلة جديدة من الحلول السياسية المستدامة.
ويترقب الشارع العربي والدولي نتائج هذه المساعي، وسط ضغوط متصاعدة على إسرائيل للقبول بالوساطة، باعتبار أن أي تأخير إضافي في التوصل إلى اتفاق سيعني مزيدًا من الضحايا المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، إلى جانب تهديد استقرار الإقليم ككل.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عدنان أبو عامر أن استمرار إسرائيل في فرض شروط تعجيزية على أي اتفاق تهدئة في غزة يهدد ليس فقط بفشل المفاوضات الجارية، وإنما بأمن المنطقة بأكملها، محذرًا من أن التعنت الإسرائيلي قد يدفع الأوضاع إلى مزيد من التصعيد.
وأوضح أبو عامر - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن المقترح المصري القطري يمثل خطوة متقدمة نحو الوصول إلى اتفاق شامل، إذ يتضمن وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل منظم، إضافة إلى فتح مسار سياسي يمكن أن ينهي دوامة العنف المتكررة.
وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني تعامل بمرونة مع المبادرة وقدم تنازلات واضحة لتسهيل التوصل إلى اتفاق، بينما ظلت إسرائيل متمسكة بمطالب وصفها بأنها "غير واقعية" مثل استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافها الميدانية، وهو ما يتعارض مع أي حديث عن تهدئة حقيقية.
وشدد المحلل الفلسطيني على أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر في غزة، ويهدد بانفجار أمني في المنطقة قد يتجاوز حدود فلسطين، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على إسرائيل للقبول بالوساطة المصرية القطرية باعتبارها الإطار الأكثر جدية وواقعية حتى الآن.
وختم أبو عامر بالقول إن نجاح المبادرة يتوقف على مدى استجابة إسرائيل للجهود الإقليمية، محذرًا من أن الفشل هذه المرة ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط.