محلل سياسي: الجماعات الإرهابية تستخدم القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب
أكد محلل سياسي أن الجماعات الإرهابية تستخدم القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب للعمل تحت لوائها
في ظل الأحداث المستمرة في غزة، تسعى جماعات الإرهاب في العالم توظيف الصراع المشتعل اليوم بين حماس وإسرائيل كذريعة للانتشار وتوسيع العمليات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنّ العديد من تلك الجماعات تتخذ من القضية ذريعة لممارسة نشاطها الإرهابي ضد بعض الدول العربية، في تناقض واضح للأهداف التي من المفترض أن تركز جهودها لنصرة الفلسطينيين.
القضية الفلسطينية
وكشفت دراسة حديثة عن المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية أنه شكلت القضية الفلسطينية أحد المرتكزات الفكرية الأساسية للجماعات الإرهابية، نظراً لما تمثله من صراع وجودي قائم منذ عام 1948، وحتى اللحظة الراهنة، يحتل مكانة رمزية متقدمة لدى المواطن العربي؛ بسبب احتلال الأراضي الفلسطينية ومحاولات نزع الهوية عن المقدسات ومشاريع التهويد، فضلاً عن مشاعر الغضب بسبب الممارسات الإسرائيلية الوحشية عبر أعوام طويلة تجاه الفلسطينيين، وهو ما استغلته الجماعات الإرهابية بشكل مباشر سواء لتبرير أفعالها أو لتجنيد المزيد من المقاتلين لديها.
مخطط إرهابي
يقول الدكتور صلاح وهبة، الباحث والمحلل السياسي، إنه تُعدّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل الشعوب العربية والإسلامية، انطلاقاً من تعلق المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ونضال الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من قمع من الجانب الإسرائيلي؛ ما جعلها دوماً محل اهتمام وتضامن ودعم، لذلك ركزت التنظيمات الإرهابية المختلفة على إدراج القضية الفلسطينية ضمن خطابها الدعائي العام لتحقيق أهدافها المتعلقة بالتجنيد والحشد والدعم المادي.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أنّ الجماعات الإرهابية تستخدم القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب للعمل تحت لوائها، عبر ترويج أفكارها وإستراتيجيتها في التعامل مع القضية كمدخل رئيسي لإثارة عاطفة الشباب واستغلالهم تحت شعار تحرير الأرض المحتلة ونصرة المستضعفين، ومن ثم استقطابهم لاحقاً لساحات القتال في عدد من المناطق الجغرافية التي تكون بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية أو استهداف الاحتلال الإسرائيلي.
صراع ديني
وأوضح أن الجماعات الإرهابية تقوم بتحويل القضية من قضية وطنية إلى قضية صراع ديني، وإقناع المقاتلين أنّ المستهدفين، سواء العدو القريب أو البعيد، أو كانوا مسلمين أو غيرهم، فهم جميعاً يشنون حرباً على الإسلام والمسلمين، ويساعدون الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه بأشكال مختلفة، فيتعمق لدى المجندين مفهوم العدو ويتسع من إسرائيل إلى سائر الدول التي تريد الجماعات وفقاً لنطاق عملها استهدافها، وتتجاهل مع الوقت القضية الفلسطينية لتصبح مجرد شعارات، ويكون الهدف النهائي هو تحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية إلى قضية صراع ديني، قائمة على استهداف الدول والأنظمة السياسية وتهديد استقرارها، وفق الدراسة.
وأكد أنّ الجماعات الإرهابية المختلفة التي تضمّن القضية الفلسطينية في محتواها الفكري أو الأيديولوجي أو الإعلامي، أنّها تستغل القضية من منطلق أنّها تشكل حجر الزاوية لدى العرب، بوصفها قضية مركزية تحظى بتعاطف وتأييد كبير منذ نشأتها وحتى اللحظة؛ من أجل تحقيق مكاسب وقتية وتبنّي خطاب دعائي لتحقيق مصالحها في الانتشار عربيا.