محلل فلسطيني: المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ اختبار حاسم لثبات السلام واستعادة الثقة
محلل فلسطيني: المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ اختبار حاسم لثبات السلام واستعادة الثقة
تتجه الأنظار في الساعات الأخيرة نحو مدينة شرم الشيخ، حيث يستعد الوسطاء الإقليميون والدوليون للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وسط آمال كبيرة بأن تمهّد هذه المرحلة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يمر بها السكان منذ أشهر.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن المرحلة الثانية تشمل توسيع نطاق التهدئة داخل غزة، وسحب سلاح حماس ورفع مستوى دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق، بما يسمح بعودة مزيد من النازحين إلى مناطقهم.
كما تتضمن مناقشة آليات “الإدارة المؤقتة” للقطاع، ومشاركة أطراف عربية في عمليات الإشراف الأمني والإنساني.
وتشير المعلومات إلى أن الوفود المشاركة — من مصر، قطر، الولايات المتحدة، والأمم المتحدة — تعمل على وضع “ضمانات تنفيذ” بعد ملاحظات على تأخر بعض البنود في المرحلة الأولى، خاصة ما يتعلق بمرور المساعدات وحرية الحركة داخل القطاع.
وفي المقابل، تتخوف الأطراف من إمكانية تعثر المرحلة الجديدة بسبب الخلافات حول ملفات حسّاسة، على رأسها ملف الأسرى، ومستقبل القوة الأمنية التي ستعمل داخل غزة خلال الفترة الانتقالية.
وفي الداخل الفلسطيني، تسود حالة من الأمل الحذر. فالسكان يتطلعون إلى إجراءات ملموسة تعيد فتح المعابر وتؤمّن الخدمات الأساسية، بينما تحذر مؤسسات محلية من أن أي تأخير في التنفيذ قد يؤدي إلى تدهور أكبر في الأزمة الإنسانية، خصوصًا في ظل نقص الوقود والأدوية والغذاء.
ويعتبر اتفاق شرم الشيخ للسلام واحدًا من أكثر المسارات الدبلوماسية نشاطًا منذ اندلاع الأزمة، إذ تراهن عليه الأطراف الدولية باعتباره “النافذة المتبقية” لوقف دائم لإطلاق النار، ووضع أسس لمرحلة إعادة الإعمار وعودة الحياة تدريجيًا إلى القطاع. ومع بدء التحضيرات الفعلية للمرحلة الثانية، يبقى نجاحها مرهونًا بمدى التزام الأطراف وقدرة الوسطاء على تجاوز النقاط الخلافية التي عطّلت محاولات سابقة.
قال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامر العيسوي: إن المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف على تثبيت ما تحقق في الجولة الأولى، مؤكدًا أن نجاحها سيعتمد على الالتزام بتنفيذ البنود الأمنية والإنسانية التي طُرحت خلال المفاوضات الأخيرة.
وأشار العيسوي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هذه المرحلة تحمل طابعًا أكثر حساسية، لأنها تتعلق بملفات جوهرية أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، ضمان دخول المساعدات، إعادة إعمار المناطق المتضررة تدريجيًا، وتطوير آليات الإشراف الدولي.
وأضاف: أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب كيف ستتعامل الأطراف مع الضمانات التي تعهّد بها الوسطاء، خصوصًا فيما يتعلق بمنع أي خروقات قد تهدد الاتفاق.
وأوضح، أن الجانب الفلسطيني ينظر إلى المرحلة الثانية باعتبارها فرصة لإعادة بناء الثقة، خاصة بعد سنوات من التوتر والانهيارات المتتالية في اتفاقات التهدئة.
ولفت إلى أن نجاح هذه الخطوة قد يفتح الباب أمام مسار سياسي أوسع يهيئ لبيئة أكثر استقرارًا في المنطقة، لكنه شدّد في الوقت ذاته على أن أي تأخير في تنفيذ الالتزامات قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
وختم العيسوي، بأن المرحلة المقبلة تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وتعاونًا دوليًا فعّالًا، معتبرًا أن نجاح اتفاق شرم الشيخ في مرحلته الثانية سيكون بمثابة مؤشر مهم لإمكانية انتقال المنطقة إلى مرحلة أكثر هدوءًا واستقرارًا.

العرب مباشر
الكلمات