اليمن.. ميليشيات الإصلاح تخطط من مأرب لإرباك الجنوب واستعادة شبوة
تخطط ميليشيات الإصلاح من مأرب لإرباك الجنوب واستعادة شبوة
لا تتوقف محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي لنشر الفوضى في اليمن، حيث يتخذ التنظيم الإرهابي من محافظة مأرب قاعدة لإطلاق المؤامرات ضد الجنوب والتحالف العربي منذ اندلاع الحرب قبل سنوات، وتدريجيًا سعى الإخوان لتحويل مأرب لـ "دويلة" داخل الدولة، وتنحصر أهداف تلك الدويلة في استهداف الجنوب والتمرد على قرارات مجلس القيادة الرئاسي، وبالرغم من مزاعم حزب الإصلاح وميليشياته بأنهم ينتشرون في مأرب وتعز ضمن صفوف القوات اليمنية، كشفت مصادر يمنية أن المتواجدين في مأرب ليسوا سوى ميليشيات إخوانية لا تدين بالولاء إلى التنظيم الإرهابي الدولي.
استئصال الإخوان
من جانبهم، أكد سكان مدينة مأرب، بأن استئصال الإخوان من مأرب وتعز، هو أول خطوات استعادة صنعاء، معتبرين أن إضاعة 7 سنوات تحت هيمنة الإخوان على الشرعية منح الحوثي فرصة ذهبية للتمدد بفضل خيانة الإخوان لوطنهم، موضحين خلال وسم على موقع التغريدات القصيرة تويتر، بأن قيادات التنظيم الإخواني يروجون إلى وقوفهم ضد الحوثي الإرهابي، مشيرين إلى أن موقفهم من قرارات تصحيح الوضع في شبوة بإشعال تمرد عسكري لميليشيات الإخوان يؤكد خداعهم وسعيهم إلى مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة اليمن، وطالبوا سكان "مأرب" بسحب أولادهم من معسكرات ميليشيات الإخوان، محذرين من الزج بهم في معارك خاسرة لمحاولة استهداف القوات الجنوبية.
غرفة عمليات إخوانية
التمرد الإخواني المسلح ضد السلطات الشرعية في محافظة شبوة، لفت الأنظار مرة أخرى إلى دور مأرب في محاربة الاستقرار في الجنوب والسعي لنشر الفتن، بعد أن حوّل تنظيم الإخوان مأرب إلى غرفة عمليات هدفها إرباك المناطق المحررة، وخلافًا لحالة الصمت الذي قابل به الشعب اليمني معارك حزب الإصلاح الإخواني في تعز وأبين، أثار التمرد المسلح على محافظ شبوة ومجلس القيادة الرئاسي صحوة شعبية غير مسبوقة في أوساط اليمنيين، كما دفع كثيرين إلى رفع أصواتهم للمطالبة بوضع حد لهيمنة الإخوان على مأرب، حيث تعد مأرب في الوقت الراهن، واحدة من المناطق القليلة، التي يستخدمها حزب الإصلاح اقتصاديا وعسكريا، في آن واحد، لإدارة وتمويل تحركات قواته في المحافظات الجنوبية، لا سيما بعد أن فقد ميزة السيطرة على شبوة، وبالتالي لا يمكن تأمين الأخيرة إلا بإنهاء هيمنة الإخوان على مأرب، وكان التنظيم قد استخدم مأرب بالفعل كنقطة انطلاق لشن عمليات مسلحة لتقويض استقرار محافظة شبوة المجاورة، وذلك بعد الإطاحة بالمحافظ الموالي له محمد صالح بن عديو من المنصب، وتعيين الشيخ عوض ابن الوزير بديلاً.
اختلال التوازن العسكري
سيطرة الإخوان على مأرب لا تسبب تهديدًا لمحافظات الجنوب فحسب، بل تمتد التهديدات لتطال المحافظة نفسها، حيث تؤجل الهدنة والضغوط الدولية اجتياح المدينة، خاصة أن حماية المدينة من الحوثيين أمر لن يتحقق إلا بوجود قوات تملك من القدرة العسكرية ما يكفي لتهديد الحوثيين وإلحاق هزائم جديدة بهم، حيث اعتقدت الحكومة اليمنية أن خطوط المعركة ثابتة، وأن المجتمع الدولي لن يسمح لميليشيا الحوثي باجتياح مأرب، إلا أن اختلال التوازن العسكري بعد انسحاب قوات الإخوان من المديريات الجنوبية، سهّل للحوثيين الوصول إلى محيط المدينة.
من جانبهم، يرى مراقبون أن استمرار وجود القوات الموالية للإخوان في مأرب كما في غيرها من المحافظات الجنوبية مثل حضرموت، من شأنه أن يبقي على الخلافات قائمة داخل السلطة الشرعية، ذلك أن الغرض من هذا الوجود خدمة أجندة حزب له ارتباطات إقليمية، وسبق وأن فتح ثغرات لتسلل الحوثيين إلى الجنوب.
الورقة الأخيرة
يُذكر أن شبوة تحتل أهمية كبيرة في حسابات تنظيم الإخوان الإرهابي، حيث يرى قيادات الإخوان أنها تحافظ على وجودهم العسكري والأمني في الجنوب وأيضًا تدعم وضعهم السياسي الذي تعرض لتحجيم شديد منذ نقل صلاحيات الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي وإقالة قائد الجناح العسكري للتنظيم علي محسن الأحمر في إبريل الماضي، كما تمثل مأرب الغنية بالنفط والغاز المعقل المناسب للإخوان الذين نجحوا في زرع عناصرهم في مراكز قيادية بالمدينة والتحكم بثروتها والاستيلاء على الإيرادات الضخمة لصالح عناصرهم المنتشرين كموظفين حكوميين أو مجندين في صفوف قواتهم، حيث يعتبر حزب الإصلاح الإخواني مأرب ورقته الأخيرة التي تسمح له بتجميع قواته العسكرية بما يمكنه من البقاء في اللعبة السياسية والعسكرية ومواصلة إرباك الوضع في الجنوب، بعد أن كسرت شوكته في شبوة وبات نفوذه غير ذي مستقبل.