سوريا.. كيف وفر النظام التركي ملاذاً آمناً للتنظيمات المتطرفة؟
وفر النظام التركي ملاذاً آمناً للتنظيمات المتطرفة في سوريا
يعيد النظام التركي النظر في سياساته المتبعة تجاه سوريا بعد سيطرة الجماعات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام على مناطق عديدة في الدولة؛ حيث أكد المحلل سيث فرانتزمان أن المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا أصبحت موطنًا للمتطرفين، بما في ذلك "أعضاء تنظيم داعش وأنواع القاعدة".
الكابوس التركي
جماعة تحرير الشام الجهادية السورية -اندماج بين جبهة النصرة وعدة مجموعات أخرى- سيطرت في وقت سابق من هذا الأسبوع على عفرين ذات الأغلبية الكردية، حسبما أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها البلدة الرئيسية التي كانت تسيطر عليها الجماعات المدعومة من تركيا في شمال غربي سوريا، وتابعت الصحيفة إن الجماعة استولت أيضًا على حوالي 26 بلدة وقرية في جنوب غربها وسط اقتتال إداري بين الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة؛ ما يشير إلى انقسامات عميقة بين فصائل الجماعة، وكتب فرانتزمان أن الاقتتال الداخلي بين هيئة تحرير الشام والجماعات المتطرفة السورية يكشف مدى الكابوس الذي خلقته تركيا للمدنيين في سوريا، وكيف تحول التمرد المدني السابق إلى حروب بالوكالة، مضيفا أن تحركات هيئة تحرير الشام في سوريا "تفتح العديد من الفرص" للولايات المتحدة، التي دعت إلى العمل مع الجماعة، وكذلك لموسكو وأنقرة.
أذرع تركيا
في السياق ذاته، يرى المحلل السياسي، أن التطور يمكن أن يساعد الأمور في سوريا ويقلل من الاحتكاك بين القوات التركية الروسية؛ ما يمكّن أنقرة من تحويل التركيز إلى مناطق في شرق سوريا، مضيفا أن تركيا كانت ذات يوم حليفة لدمشق، وتحافظ على مشاركتها في الحرب الأهلية السورية إلى جانب المعارضة، حيث شنت الدولة منذ عام 2016 أربع عمليات عبر الحدود في شمال سوريا مستهدفة القوات الكردية لمنع تشكيل ما تسميه ممرًا إرهابيًا وتسيطر على مساحات من الأراضي في شمال سوريا مع مقاتلين سوريين متحالفين معها، وكتب فرانتزمان أن أنقرة "تعتقد على ما يبدو أنه يجب على هيئة تحرير الشام الآن تعزيز سيطرتها على عفرين"، مشيرًا إلى أنه "بالنسبة للنساء والأقليات، هذا يعني أنه لا توجد فرصة لعودة التنوع السابق في هذه المنطقة".