فلسطين.. صواريخ حركة الجهاد الفاسدة أُطلقت تجاه إسرائيل فأسقطت ضحايا في غزة
تسببت صواريخ حركة الجهاد الفاسدة التي أُطلقتها تجاه إسرائيل في سقوط ضحايا في غزة
كشفت المواجهة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي عن ضعف شديد في قدرة حركة الجهاد وداعمها الأول -النظام الإيراني - في صناعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل، فبعد مرور أسبوع على وقف إطلاق النار ظهر واضحًا ضعف التقنية الإيرانية بعد أن تسببت صواريخ حركة الجهاد التي سقطت بالخطأ في غزة في مقتل وإصابة أكثر من شخص.
تسليح فاشل
بحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، كانت الضربات في الخامس من أغسطس بداية القصف الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أيام للجيب الفلسطيني المكتظ بالسكان، واعترف مسلحون بأن القصف وجه ضربة لقيادتهم، كما كشفت الصحيفة في تقريرها عن فشل التسليح الإيراني وبالتحديد الصواريخ التي تحصّلت عليها حركة الجهاد الإسلامي وسببت خلافات ضخمة بين حركة الجهاد وحماس التي تحكم غزة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد: إن ضربات بلاده "وجهت ضربة مدمرة" استهدفت "القيادة العسكرية العليا بأكملها" للتنظيم المدعوم من إيران في غزة، بينما قال أحد كبار قادة الجهاد الإسلامي إن القادة القتلى تم استبدالهم "خلال دقائق"، لكن أحمد المدلل، من المكتب السياسي للجماعة ، أقر بالتأثير، قائلاً "كانت هذه الجولة صعبة، فقدنا العديد من القادة العسكريين الكبار الذين كانوا مهمين بالنسبة لنا"، حيث قتل زياد نجل مدلل، وهو نفسه ضابط في حركة الجهاد الإسلامي، إلى جانب القائد البارز خالد منصور.
أخطاء وضحايا
الصواريخ الإيرانية التي زودت بها حركة الجهاد الإسلامي أثبتت فشلها الذريع حيث أطلقت حركة الجهاد أكثر من ألف صاروخ في اتجاه إسرائيل ولم تسفر إلا عن إصابة ثلاثة إسرائيليين فقط، حيث تم اعتراض معظمها من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي وسقط الباقي في مناطق زراعية وغير مأهولة بالسكان.
إسرائيل أكدت أن القصف الجوي والمدفعي كان عملية استباقية لوقف هجوم وشيك تخطط له حركة الجهاد الإسلامي بتوجيهات إيرانية، ولكن التسليح الضعيف تسبب في خسائر في صفوف الشعب الفلسطيني تفوق ما سببته في إسرائيل، حيث سقط أحد تلك الصواريخ الإيرانية فوق أحد المباني في مخيم جباليا، وكان مسؤولاً عن مقتل أربعة قاصرين على الأقل وهي الرواية التي أكدها سكان قطاع غزة حيث قال "عبد الرحمن"، كنت مع زوجتي وأطفالي عندما سمعنا صوت انفجار ضخم، ونظرنا من النافذة في منزلنا لنرى مشهدًا مروعًا وهو تدمير منزل قريب بعد سقوط أحد صواريخ حركة الجهاد التي كانت تتجه إلى إسرائيل بشكل خاطئ فوق المنزل ودمرته.
في السياق ذاته، تقول "سهى"، من سكان جباليا "إنها حرب وهناك أخطاء الاحتلال والمقاومة" وأضافت المرأة التي "رأت صاروخًا يسقط على منزل جيرانها، أن سبب الحرب ما زال الاحتلال"، ويُظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت إطلاقًا لصاروخ واحد ثم التواءه مرة أخرى باتجاه حي من المباني المكتظة بالسكان في غزة، تلاه انفجار ودخان رمادي متصاعد، الأمر الذي دفع عددا من الفلسطينيين إلى توبيخ المسلحين علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الصواريخ الخاطئة.
غضب حماس
وقال محمد شحادة، من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الصواريخ التي لم تنجح صُنعت لضرب مدينة تل أبيب الساحلية وما وراءها، ولكنها أصابت سكان القطاع"، مضيفًا "لقد حاول الجهاد الإسلامي تحسين المدى والقوة التفجيرية لصواريخهم ، لكن ليس بقاعدة علمية صلبة، فتلك التي تجاوزت 40 كيلومترًا لم تكن ذكية ميكانيكيًا أو تقنيًا، لذا عادت لقطاع غزة بعد إطلاقها، بينما وصل اثنان فقط لأطراف القدس وتم اعتراضهما بكل سهولة من قِبل إسرائيل".
وأضاف أن قضية الصواريخ كانت "مصدر إحباط ومرارة شديدين لدى سكان غزة"، كما أدى التصعيد الذي استمر ثلاثة أيام إلى توسيع الانقسامات مع حركة حماس الإسلامية التي تحكم غزة، والتي دعمت حركة الجهاد ببيان هزيل، حيث أكد عضو بارز في حركة حماس أن قادة حماس استشاطوا غضبًا مما وصفوه بتهور حركة الجهاد الإسلامي، بينما قال شحادة: "لقد عرضت حماس مرارًا على الجهاد الإسلامي المساعدة في تصميم الصواريخ وتحسينها، لكن الجهاد يقول دائمًا إنهم سيطروا عليها ويحصلون على الدعم الكافي.