خبايا النظام.. جنازة زعيم ديني كشفت ضعف أردوغان
كشفت جنازة زعيم ديني ضعف أردوغان
خبايا عديدة كشفتها جنازة الشيخ محمود أوستا عثمان أوغلو، شيخ وزعيم نظام الإسماعيلية المؤثر في تركيا والذي توفي في 23 يونيو عن عمر يناهز 93 عامًا، وتوافد عشرات الآلاف على جنازته التي أقيمت في 24 يونيو في إسطنبول، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الداخلية سليمان صويلو. والعديد من الوزراء.
هشاشة النظام
موقع "المونيتور" الأميركي أكد أن الجنازة رفيعة المستوى للزعيم الديني المؤثر، كشفت كيف ازدهرت الجماعات الدينية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية (AKP)؛ ما كشف أخطاء عميقة بين شرائح العلمانية التركية العامة والإسلامية، ووفقًا لمحمد عاكف كوج ، الباحث في دراسات الشرق الأوسط، فإن الجنازة رفيعة المستوى كانت مؤشرًا على كيفية اكتساب الجماعات الدينية مكانة بارزة في ظل حزب العدالة والتنمية، الذي وصل إلى السلطة في عام 2001، مضيفا: "منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتسبت الطوائف الدينية قوة مركزية مهمة في السياسة التركية جنبًا إلى جنب مع حكومة حزب العدالة والتنمية"، مشددًا على أن الأنظمة الدينية ليست ظاهرة جديدة، لأن نفوذها على المجتمع يتأرجح إلى العصر العثماني، وأفاد الموقع بأن قرب الإسماعيلية من حكومة حزب العدالة والتنمية معروف على نطاق واسع، فكان أردوغان، الذي حضر الجنازة برفقة بعض أفراد عائلته أحد حاملي النعش، خلف الزعيم الجديد للنظام المذكور، حسن كيليتش، البالغ من العمر 92 عامًا أحمد محمود أونلو، المعروف أيضًا باسم المتخفي أحمد هدجا، وهو داعية تلفزيوني مسلم شهير وأحد كبار الأعضاء في الجماعة، كما قام بحملة بصوت عالٍ لصالح حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المحلية لعام 2018 بينما أيد إسماعيلجا الحكومة علنًا، وتابع الموقع، أن مثل هذا المشهد عكس مدى هشاشة النظام التركي واعتماده على جماعة معينة في تحركاته السياسية، والتي تعد سر قوته الظاهرية، فبدون دعم هذه الجماعة ذات الشعبية الكبرى لن يكون لدى أردوغان وحكومته وحزبه أي قاعدة جماهيرية.
تجاهل الدستور
وكشف الموقع أن الجنازة لم تشهد أي حضور نسائي، فبعد الإعلان عن وفاة أوستا عثمان أوغلو، دعا زعيم الجماعة أتباعه من النساء إلى التغيب عن الجنازة، مشيرًا إلى أفكار شيخ "المعروفة على نطاق واسع" ضد مشاركة المرأة في مراسم الجنازة، وأثارت الدعوة غضبًا بين بعض الشرائح العلمانية في المجتمع وبعض أعضاء الحكومة التركية، ولجأ المئات إلى "تويتر" لانتقاد إعلان النظام، رد الفعل العنيف دفع بعض أتباعه للدفاع عن القرار بالقول إن الدعوة كانت تهدف إلى "حماية النساء من الحشد"، وتابع الموقع، أن النهج المتشدد الذي اتبعه أوستا عثمان أوغلو تجاه المرأة كان مثيرًا للجدل بالفعل بالنسبة للكثيرين في تركيا وبعض المقربين من أردوغان الرافضين لفكرة خسارة العلمانيين، حيث نصح الواعظ ذات مرة أتباعه بعدم إرسال بناتهم إلى المدرسة بعد التعليم الابتدائي، ودفعت هذه الأفكار البعض للتشكيك في دستورية حضور أردوغان للجنازة، حيث قال الصحفي جان أتاكلي إن حضور أردوغان جنازة شخص معروف بمعارضته الشديدة للدولة العلمانية كان غير دستوري، حيث تقع على عاتق الرئيس مسؤولية حماية الجمهورية العلمانية، كما رفعت جمعية كمالية بارزة دعوى قضائية ضد الجنازة، بحجة أنها كانت انتهاكًا للقانون التركي.