بعد فوز"إبراهيم رئيسي" بالانتخابات الرئاسية.. إيران إلى أين؟

فاز المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

بعد فوز
إبراهيم رئيسي

رغم عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات وظهور اللجان الخاوية من الناخبين، في ماراثون رئاسي صاحبه منذ البداية جدل ورفض ضخم، لتفرز الانتخابات الرئاسية الإيرانية فوز المتشدد إبراهيم رئيسي بمنصب الرئيس الجديد، خلفا للمعتدل حسن روحاني.

نتيجة انتخابات الرئاسة الإيرانية


أعلن التلفزيون الإيراني، اليوم، فوز إبراهيم رئيسي بمنصب الرئيس الجديد للبلاد، بعد أن حصد 17.8 مليون صوت بنسبة 62 بالمئة من أصوات الناخبين.
وأكد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف خلال مؤتمر صحفي، أن رئيسي حصل على "أكثر من 17.8 مليون" صوت من أصل 28.6 مليون من أصوات المقترعين، حيث إن أكثر من 59.3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع.


وتأتي تلك النتيجة، رغم غياب المرشحين عن الانتخابات بالأمس، وأكدت استطلاعات الرأي أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت حوالي 32 بالمئة، من بين 60 مليون مواطن يحق لهم التصويت، وهو ما يقل عن النسبة في الانتخابات الإيرانية السابقة.

مَن هو إبراهيم رئيسي؟


يعتبر إبراهيم رئيسي بذلك الفوز هو ثامن رئيس لإيران منذ اندلاع الثورة عام 1979، حيث سبق أن ترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2017 ضد روحاني، لكنه فشل بعدما حصد 38 في المئة من أصوات الناخبين فقط.
ولد رئيسي عام 1960، واتجه للعمل السياسي منذ 41 عامًا كرجل دين مؤيد للخميني، ثم اتجه للقضاء منذ وقت مبكر، وتولى منصب مساعد المدعي العام في كرج عندما كان عمره 19 عاما، ثم أصبح المدعي العام للمحكمة الثورية عندما كان عمره 20 عاما فقط، ووصل لمنصب رئيس السلطة القضائية في عام 2019.


وهو رجل دين متشدد مدرج على قائمة أميركا والاتحاد الأوروبي على قائمة عقوباتهما بسبب علاقته في عمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء السياسيين عام 1988.


كما أنه يعتبر المسؤول عن مذبحة السجناء السياسيين صيف عام 1988، بصفته نائب المدعي العام في طهران حينها، حيث أمر بإعدام حوالي 251 شخصا في عام 2019، و267 شخصا في عام 2020، ونفذ عشرات الإعدامات في عام 2021، حسب تقارير حقوقية، حيث يتم وصفه بـ"قاضي الموت".


وأثناء توليه منصب رئيس للمحكمة العليا، شهدت البلاد على يده حملة قمع مكثفة للمعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان، منها صدور أول حكم بإعدام لرجل منذ عقود بسبب تعاطي الكحول.

ردود الفعل على فوز رئيسي


بعد إعلان تلك النتائج الرسمية، أعلن الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، السبت، أن الدورة الأولى للانتخابات التي أجريت، الجمعة، أفرزت انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يكشف اسمه، بينما تلقى المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي تهنئة منافسيه الثلاثة قبل صدور النتائج الرسمية.


وقال روحاني في كلمة عبر التلفزيون: "أهنئ الشعب على خياره، سأوجه تهاني الرسمية لاحقا، لكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافرت في هذه الانتخابات، وثمة من تمّ انتخابه من قبل الشعب".


كما هنّأ المرشحان المحافظان المتشددان محسن رضائي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، والإصلاحي عبد الناصر همتي، إبراهيم رئيسي بالفوز بالانتخابات، في منشورات عبر مواقع التواصل أو بيانات أوردتها وسائل إعلام إيرانية.


وقال همتي، المرشح المعتدل ومحافظ البنك المركزي السابق، في رسالة نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية: "آمل من حكومة جنابكم الكريم ومن خلال التدابير والإجراءات على الساحة الداخلية والخارجية أن تحقق السمو والرفعة للشعب الإيراني وحياة أفضل مفعمة بالاستقرار والرخاء".

مستقبل قاتم


وُجه ضد رئيسي انتقادات لاذعة، حيث يرى الخبراء أنه سيقود بلاده لمستقبل أشد قتامة، وأن تتجه طهران نحو العزلة الكاملة كحال كوريا الشمالية، حيث إنه من المتوقع أن تتأجج الخلافات في عهده بين أميركا وإيران، نظرا لموقفه الذي قلل فيه من أهمية المفاوضات في حل المشكلات ببلاده، مطالباً بتعزيز القوة وتنفيذ أوامر المرشد في إطار قانون جديد.


ويرى الخبراء أنه سيكون لرئيس مواقف مغايرة في الملقفات الشائكة على طاولة الرئيس الجديد لإيران، منها "السياسة الخارجية"، و"ملف إيران في الأمم المتحدة"، و"الاتفاق النووي"، و"العقوبات الأميركية" و"الأوضاع الاقتصادية"، خاصة أن إغلاق جميع أبواب الاقتصاد العالمي أمام إيران وجه ضربات شديدة للتنمية الوطنية واقتصاد البلاد وجعل إدارة البلد صعبة على كل المسؤولين والمديرين.