كيف أظهر اجتماع طالبان الوجه القبيح للنظام الأفغاني؟
أظهر اجتماع طالبان الوجه القبيح للنظام الأفغاني
بلا جدوى.. هكذا وصف تجمُّع آلاف الزعماء الدينيين والعرقيين تحت إدارة حركة طالبان أمس في أفغانستان، الحركة المتطرفة طالبت الحكومات الأجنبية بالاعتراف رسميًا بحكومتها، إلا إنها لم تُشِر إلى أي تغيير في المطالب الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وتحديدًا المرأة الأفغاني التي تعاني الأمرّين على يد السلطات التابعة لطالبان.
نفق مظلم
شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، أكدت أن الاجتماع عُقد في وقت دخل فيها الاقتصاد الأفغاني في نفق مظلم، حيث سحبت الحكومات الغربية الأموال وفرضت عقوبات صارمة، قائلة: إن حكومة طالبان بحاجة إلى تغيير مسارها في مجال حقوق الإنسان، وخاصة المرأة، وفي هذا الصدد، قال المشاركون في الاجتماع في بيان: "ندعو الدول الإقليمية والدولية، وخاصة الدول الإسلامية، إلى الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية والتخلي عن جميع العقوبات وصرف أموال البنك المركزي ودعم تنمية أفغانستان"، وتابعت الشبكة الأميركية، أن زعيم الحركة انضم إلى الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام وحضره أكثر من 4 آلاف رجل وبدون تمثيل نسائي واحد، ثم ألقى كلمة هنأ فيها المشاركين على انتصار طالبان وأكد على استقلال البلاد، وأعلن أن جميع المدارس ستفتح في مارس، مما تسبب في البكاء على العديد من الفتيات الملتحقات بالمدارس الثانوية وأثار انتقادات من الحكومات الغربية، وفي الخطب التي أذاعها التلفزيون الحكومي، أثار عدد قليل من المشاركين تعليم الفتيات والنساء، حيث قال نائب زعيم طالبان ووزير الداخلية، سراج الدين حقاني: إن العالم كان يطالب بالحكومة والتعليم الشامل، لكن هذا الأمر سيستغرق وقتًا.
دولة متطرفة
وكشفت الاجتماعات الحكومية الأفغانية، عن شكل الدولة وعصر الظلام الجديد لأفغانستان، بعد أن أرسلت الحركة رسائل للعالم أجمع بأن دولتها القمعية العنصرية ستستمر وفقًا للشبكة الأميركية، حيث قال الزعيم الأعلى للجماعة، هيبة الله آخوندزاده ، الذي يتخذ من مدينة قندهار الجنوبية مقرا له ونادرا ما يظهر علنا: إنه لا ينبغي للأجانب إعطاء الأوامر لأفغانستان، كما جاء في البيان الختامي للاجتماع أن الدفاع عن الإمارة الإسلامية إلزامي وأن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، الذي قال إنه وراء عدة هجمات في البلاد، غير قانوني، وقال إنه الحكومة الأفغانية لن تتدخل في دول الجوار ولا ينبغي أن يتدخل أحد في الشأن الأفغاني، وأكدت الشبكة الأميركية أن الاجتماع الذي عقدته الحركة عكس شكل الدولة الأفغانية المقبلة، دولة متطرفة بدون أي تمثيل نسائي، أو تعليم للفتيات أو قبول للرأي الآخر.