الحرب الشاملة على الأبواب.. حزب الله يستهدف ثكنة إسرائيلية
الحرب الشاملة على الأبواب حزب الله يستهدف ثكنة إسرائيلية
تصاعدت حدة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في الآونة الأخيرة بشكل ملفت، حيث كانت الأهداف الأساسية للحرب بين الطرفين تهدف إلى نشاط حربي متوسط دون الدخول في حربٍ شاملة، ومؤخرًا تصعد الموقف بشكلٍ كبيرٍ، حيث تقوم مليشيات حزب الله المدعومة من إيران بالرد على اغتيال أحد قادتها العسكريين من قبل إسرائيل.
وتدخل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل دائرة الاشتعال الأشد حدة وضغطًا واتساعًا منذ إعلان الحزب في الثامن من أكتوبر مساندته لحركة حماس في غزة، ما يضع جنوب لبنان على حافة الهاوية، وينذر بتدحرج الوضع العسكري نحو توسعة القتال، في وقت حذر أغلب الدول رعايها في لبنان بأن الحرب على وشك الانفجار.
استهداف ثكنة عسكرية
وقد تصاعدت المواجهة بشكلٍ كبير لتشمل مسيرات وصواريخ موجهة شمالي إسرائيل وجنوب لبنان، وقد أعلن حزب الله، أنه استهدف موقعًا عسكريًا في شمال إسرائيل "ردًا على اغتيال" قيادي من الجماعة الإسلامية في شرق لبنان، بعد ساعات من نشره مقطعًا مصورًا يحدد مواقع في إسرائيل مع إحداثياتها.
حزب الله كان قد نعي "أيمن غطمة" الذي قتل في غارة إسرائيلية في بلدة الخيارة في البقاع الغربي، وأكدت إسرائيل تنفيذها الضربة، وقالت: إن المستهدف كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحماس بالأسلحة في المنطقة.
مواجهة كبرى ورصد أماكن الاستهداف
وقال حزب الله: إن مقاتليه شنوا "هجومًا جويًا بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة" عسكري في ثكنة بيت هلل، مستهدفين "أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها"، وذلك "ردًا على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة".
وأفاد الجيش الإسرائيلي - من جهته في بيان-، أن "مسيرة معادية من لبنان" اخترقت شمال إسرائيل و"سقطت في منطقة بيت هلل من دون وقوع إصابات"، وأوضح، أنه أطلق خلال الحادث "صاروخ اعتراض نحو المسيرة وتم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا".
وفي نفس السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، "المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان"، في وقت حذر الأمين العام للحزب حسن نصر الله في اليوم التالي بأن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.
وبعد نشر الحزب الثلاثاء مقطعًا مصورًا يظهر مسحًا شاملاً لمدينة حيفا ومحيطها، ويحدد مواقع منشآت حيوية عسكرية ومدنية، في ما بدا أشبه بقائمة أهداف محتملة في حال اندلاع حرب مع اسرائيل، وبث الحزب مجدداً في وقت متأخر السبت مقطعاً جديداً، ومنذ بدء التصعيد، قتل 480 شخصًا في لبنان، بينهم 93 مدنيًا على الأقل و313 مقاتلاً من حزب الله.
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن حزب الله وإسرائيل ليسوا بالغباء للدخول في حربٍ شاملة، يشارك بها الولايات المتحدة الامريكية وإيران بشكل غير مباشر، كما أن الوضع الاقتصادي للبلدان منهار تمامًا، وذلك بسبب أن إسرائيل خسرت مليارات الدولارات نتيجة لحرب قطاع غزة التي انهكت القطاع الاقتصادي في إسرائيل وما يحدث هو حربًا متوسطة المدى.
وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن حزب الله نفسه يقوم برد متوسط المدى علي إسرائيل فحسن نصر الله يرى أن الآن فرصة سانحة لهزيمة إسرائيل، ولكن في نفس الوقت يبحث عن قوته الحالية وكيف سيكون الوضع في لبنان في ظل انهيار اقتصادي حاليًا.
ويرى الدكتور عبد الله نعمه، الكاتب والمحلل اللبناني، أن نتنياهو يريد استخدام الحرب لحماية كرسيه في إسرائيل، وبالتالي مع اقتراب نهاية حرب قطاع غزة عليه الآن الدخول في حربٍ شاملة مع حزب الله، ولذلك يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات ممنهجة ضد قادة حزب الله، وبالتالي الرد سيكون جاهزًا ومباشر من الجانب الآخر، وبالتالي تم التصعيد في جنوب لبنان مما ينذر بكارثة.
وأضاف نعمة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك زخم محتملاً في اتجاه الحرب، لأنه مع استمرار المناوشات اليومية، هناك دائمًا احتمال حدوث سوء تقدير من أي طرف، ومن المهم جداً أن يكون هناك حل دبلوماسي للتحدي الذي تواجهه إسرائيل ولبنان في ظل أزمات كبرى ستدخل بها المنطقة.