محلل سياسي فلسطيني: المجتمع الدولي شريك في حصار غزة بصمته وتواطئه

محلل سياسي فلسطيني: المجتمع الدولي شريك في حصار غزة بصمته وتواطئه

محلل سياسي فلسطيني: المجتمع الدولي شريك في حصار غزة بصمته وتواطئه
حرب غزة

تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تصاعد التحذيرات من مجاعة حقيقية تهدد حياة السكان، في ظل حصار خانق يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية. 


وفي الوقت الذي تكشف فيه الصور القادمة من القطاع عن أطفال يعانون من سوء تغذية حاد وأمهات يائسات يبحثن عن لقمة تسد رمق أبنائهن، تتوالى الإدانات الدولية لتأخر دخول المساعدات.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وصفت الوضع في غزة بأنه "جحيم لا يُطاق"، محذرة من أن حياة عشرات آلاف الأطفال مهددة في ظل استمرار النقص الحاد في الغذاء والماء. 

بدورها، طالبت منظمة الصحة العالمية بفتح ممرات إنسانية فورية ودائمة لإيصال الإمدادات، مؤكدة أن المستشفيات باتت غير قادرة على استقبال المزيد من المرضى بسبب نقص الأدوية والطاقة.

الاتحاد الأوروبي أصدر بيانًا دعا فيه إسرائيل إلى تسهيل دخول المساعدات دون تأخير أو شروط، محمّلًا المجتمع الدولي مسؤولية فشل الضغط لإنهاء معاناة المدنيين. 

وفي السياق ذاته، طالبت وزارة الخارجية المصرية بسرعة تفعيل الاتفاقات الإنسانية التي تتيح تدفق المساعدات عبر المعابر الحدودية.

المشهد في غزة لم يعد يُحتمل، حيث تشير تقارير محلية إلى انتشار أمراض مرتبطة بالجوع، كفقر الدم وهزال العضلات بين الأطفال، فيما تشهد الأسواق ندرة حادة في المواد الغذائية الأساسية. 

ورغم الإعلان عن وصول شحنات مساعدات إلى بعض المعابر، إلا أن عمليات التفتيش والتأخير في دخولها تبقي الأزمة في تصاعد مستمر.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. خالد النجار: إن ما يجري في قطاع غزة من حصار وتجويع ممنهج يرقى إلى مستوى جريمة إبادة جماعية، مؤكدًا أن صمت المجتمع الدولي وتخاذله عن اتخاذ مواقف حازمة تجاه الاحتلال يجعله شريكًا في الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وأوضح النجار، في تصريحات للعرب مباشر ، أن تجويع الفلسطينيين أصبح أداة ضغط سياسية تمارسها إسرائيل لفرض شروطها، في ظل غياب الردع الدولي وتواطؤ بعض الأطراف المؤثرة، مشددًا على أن استمرار منع دخول المساعدات يمثل خرقًا صارخًا لكل المواثيق الدولية والإنسانية.

وأضاف: "هناك أكثر من مليون ونصف إنسان في غزة مهددون بالموت جوعًا، ومع ذلك لا نرى سوى بيانات إدانة هزيلة، بلا أي خطوات فعلية لفتح المعابر أو كسر الحصار"، معتبرًا أن ما يحدث هو عقاب جماعي هدفه إذلال الشعب الفلسطيني وكسر إرادته.

وحذر النجار من أن الأوضاع قد تنفجر في وجه الجميع، إذ لا يمكن لشعب أن يقبل بأن يُترك فريسة للجوع والمرض دون تحرك، داعيًا الدول العربية إلى لعب دور أكثر فاعلية بعيدًا عن البيانات التقليدية، عبر ضغط سياسي واقتصادي حقيقي على كل من يعرقل دخول المساعدات.

كما دعا إلى تحرك شعبي عالمي منظم يعيد تسليط الضوء على مأساة غزة، ويجبر المنظومة الدولية على اتخاذ إجراءات ملموسة، لأن الصمت – بحسب تعبيره – لم يعد موقفًا مبررًا، بل بات تواطؤًا مع القتل البطيء الذي يتعرض له المدنيون في القطاع.