مغازلة إخوان اليمن للولايات المتحدة.. دلالات التواصل الإخواني
مغازلة إخوان اليمن للولايات المتحدة.. دلالات التواصل الإخواني
في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تبرز مؤشرات على محاولات حزب الإصلاح اليمني، الفرع اليمني لجماعة الإخوان الإرهابية، التواصل مع الولايات المتحدة، في مسعى واضح لإعادة تشكيل تحالفاته السياسية واستعادة بعض من نفوذه المفقود، هذه المغازلة تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة، وسط اشتباكات إقليمية وصراعات مستمرة، تسعى فيها مختلف الأطراف إلى توسيع نفوذها وتكوين تحالفات جديدة.
منذ بداية الحرب في اليمن، تلعب جماعة الإخوان مع المنتصر ومع تغير المعادلات على الأرض، وتسعى لإعادة ترتيب أوراقه السياسية وتحسين علاقاته مع الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة، قد يكون أحد المخارج المتاحة لاستعادة نفوذه.
محاولات إخوانية داخلية في الولايات المتحدة
ويسعى حزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، لمغازلة الولايات المتحدة الأمريكية، أملاً في لعب أي دور في العملية الانتخابية خلال المرحلة المقبلة.
حيث أفاد القائم بأعمال رئيس حزب الإصلاح، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب عبد الرزاق الهجري، بأن هناك ترتيبات أمريكية لتشكيل تحالف واسع في اليمن، يضم كافة الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية جنوب وغرب اليمن.
وجاء كشف الهجري بعد أيام قليلة على دعوة السفارة الأمريكية القوى اليمنية الموالية للتحالف للتوحد لمواجهة ما وصفتها بمشكلاتهم اليومية. وأشارت السفارة في تغريدتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدور الذي لعبته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي الأمريكي بإعادة ترتيب صفوف الأحزاب والقوى السياسية الموالية للتحالف.
تواصل لمواجهات عسكرية
التواصل الإخواني مع الولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد، ولكنه يحمل دلالات عميقة في ظل المرحلة الحالية. من جهة، يرى الإخوان أن الولايات المتحدة، رغم انتقادها للإسلام السياسي في بعض الفترات، تبقى لاعبًا رئيسيًا قادرًا على التأثير في توازنات القوى داخل اليمن وخارجه. ومن جهة أخرى، تسعى الجماعة إلى الاستفادة من التحولات في السياسة الأمريكية تحت قيادة إدارة بايدن، التي أظهرت استعدادًا للتفاوض مع قوى الإسلام السياسي في بعض المناطق، على غرار حركات مثل طالبان.
هذا، ونظمت المؤسسات الأمريكية خلال الفترة الماضية، لقاءات مكثفة لقادة سياسيين في اليمن، من بينهم قادة من الإخوان المسلمين، ولم يتضح ما إذا كان التحالف الجديد ضمن الترتيبات لحل دبلوماسي، أم أنه ضمن مساع لتصعيد عسكري في اليمن.
التوجه نحو الولايات المتحدة يعكس محاولة الجماعة إعادة تقديم نفسها كقوة معتدلة يمكنها أن تلعب دورًا في الاستقرار السياسي، والتعامل مع الملفات الإنسانية والأمنية في اليمن.
وربما تراهن على أن واشنطن قد تبحث عن شركاء سياسيين محليين لمواجهة تنامي النفوذ الحوثي المدعوم إيرانيا، والذي يمثل تحديًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
ويقول الباحث السياسي صهيب ناصر الحميري: إن جماعة الإخوان وقواعدها في اليمن يعملون بأي شكل مع المنتصر، سواء مع القوى الشرعية أو حتى مليشيات الحوثي الإرهابية التي تتعارض عقائدياً مع الإخوان الإرهابية ولكنها تتحرك نحو التلاعب والتلون حسب مصالحها، دون النظر إلى ماهية "ماذا سيحدث في المستقبل؟".
وأضاف صهيب الحميري -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن مغازلة الجماعة للولايات المتحدة ليست بالجديد، ولكنها رؤى الجماعة التي تتزاوج مع الحوثيين، وفي نفس الوقت ترحب بالتقارب مع الولايات المتحدة، وهم جماعة متلونة على مر العصور وفي آن أو آخر الجماعة تسعى لأن تصبح قوى كبرى مسيطرة على البلاد عن طريق الطلب من الولايات المتحدة الأمريكية.