دلالات الانسحابات من الانتخابات الإيرانية؟

دلالات الانسحابات من الانتخابات الإيرانية

دلالات الانسحابات من الانتخابات الإيرانية؟
صورة أرشيفية

انسحابات إيرانية مستمرة من الانتخابات المقرر عقدها في الأيام الحالية عقب مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إثر سقوط الطائرة الرئاسية التي كان على متنها ومعه عدد من السياسيين في إيران، حيث تشهد إيران موجة جديدة من الولاء للمرشد الأعلى الإيراني على خامنئي. 

موجة الانسحابات

 الانتخابات الإيرانية كانت فرصة سانحة للمحافظين للسيطرة علي الأصوات الانتخابية في إيران، حيث يريد المحافظين المتشددين الوصول إلى عدم تفتيت الأصوات والتواصل من أجل الحفاظ على كرسي الرئاسة خوفاً من تصاعد الأحداث في البلاد إثر غضباً شعبياً.
 
مسرح انتخابي 

وتشهد إيران مسرح انتخابي كبير إثر انسحاب عدد من المرشحين المعروف عنهم ولائهم للمرشد الإيراني علي خامنئي في عملية انتخابية قد تشهد المزيد من المهازل السياسية في ظل اختيار المرشد الإيراني لمن يخلف إبراهيم رئيسي.

وقد أعلن المرشح الرئاسي الإيراني، علي رضا زاكاني، انسحابه من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها غدًا الجمعة، قبيل 24 ساعة فقط من إجراء الانتخابات، في خطوة تعزز فرص المحافظين، وجاء ذلك عقب انسحاب المرشح أمير حسين غازي زاده هاشمي، مما قد يعزز فرص المحافظين للالتفاف حول مرشح محدد في التصويت.

عدم تفتيت أصوات المحافظين 

وقال زاكاني على حسابه في منصة "إكس": "بقيت حتى نهاية المدة القانونية للتنافس، لكن استمرار طريق الشهيد (إبراهيم) رئيسي هو الأهم"، وأضاف: "أطلب من جليلي وقاليباف أن يتحدوا وأن لا يتركوا المطالب المحقة للقوى الثورية دون إجابة ومنع تشكيل الحكومة الثالثة لروحاني/ أنا ممتن للشعب العزيز والداعمين ولا أخاف من الانتقادات".

ويوم الأربعاء، حث هاشمي المرشحين الآخرين على فعل الشيء نفسه "حتى يتم تعزيز جبهة الثورة" على حد قوله، وشغل غازي زاده هاشمي منصب أحد نواب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، ورئيسا لـ"مؤسسة شؤون الشهداء والمحاربين القدامى"، كما أنه خاض الانتخابات الرئاسية عام 2021، وحصل على نحو مليون صوت، وجاء في المركز الأخير.

وسادت حالة من اللامبالاة العامة على نطاق واسع في طهران بشأن الانتخابات، التي تأتي بعد تحطم طائرة مروحية في مايو الماضي أسفرت عن مقتل رئيسي، بعد الوعد الذي قطعه الاتفاق النووي مع طهران منذ نحو عقد بفتح إيران على بقية العالم، يواجه الإيرانيون على نطاق واسع ظروفا اقتصادية ساحقة وشرق أوسط أكثر غموضًا بكثير شهد بالفعل قيام إيران بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر للمرة الأولى.

ويقول الباحث السياسي الإيراني حسن هاشميان، إن في حال لم يقوم عدد من المرشحين بالانسحاب يصبح المشهد فارغاً في ظل معطيات عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، حيث من المتوقع أن يصوت المؤيدون للمؤسسة الدينية لصالح غلاة المحافظين، وربما يمتنع كثير من الإيرانيين عن التصويت بسبب الخيارات المحدودة بين المرشحين، والاستياء من حملة قمع المعارضين، والغضب من تدهور مستويات المعيشة.

وأضاف هاشميان، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن الثورة الإيرانية الحالية ضد نظام الملالي كشفت عن انقسام آخذ في الاتساع بين الإصلاحيين وقاعدة نفوذهم، بعد أن نأى قادتها بأنفسهم عن المتظاهرين الذين طالبوا بـ"تغيير النظام"، حيث هناك دعوات في الداخل والخارج على حد سواء، إلى مقاطعة الانتخابات، التي يتم وصفها بـ "سيرك الانتخابات".  

بينما يرى الباحث السياسي في الشأن الإيراني صالح حميد، إن هناك تحذير سياسي في ايران من انخفاض الإقبال على التصويت بينما العكس تماماً في حالة العزوف يسمح للمحافظين بمواصلة السيطرة على جميع أجهزة الدولة، وهناك المتشددين، المفاوض النووي السابق، سعيد جليلي، ورئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، يتقاتلان على نفس الكتلة وهناك الإصلاحي الوحيد في السباق، مسعود بزشكيان، جراح القلب الذي ارتبط بالإدارة السابقة للرئيس المعتدل نسبيا، حسن روحاني، الذي توصل إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية وهو الأكثر حظاً بجمع الأصوات. 

وأضاف حميد - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن مهما كانت نتيجة الانتخابات، فإن تداعياتها ستكون محدودة لا سيما أن الرئيس يملك صلاحيات محددة، فهو مسؤول على رأس الحكومة عن تطبيق الخطوط السياسية الرئيسية التي يحددها المرشد الأعلى علي خامنئي البالغ الذي يتولى السلطة منذ 35 عاماً.