إستراتيجية العزلة والدمار.. خبراء دوليون يُحذِّرون من تقسيم إسرائيل لغزة
حذر خبراء دوليون من تقسيم إسرائيل لغزة
قسَّم الجيش الإسرائيلي غزة فعلياً إلى قسمين، حيث تركزت عملياته البرية وأعنف قصف جوي على ما يبدو في الشمال، مما أجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار جنوباً سيراً على الأقدام هرباً من القتال.
وأدى العدوان الإسرائيلي حتى الآن إلى مقتل أكثر من 10700 فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، بينما تشق أعداد كبيرة من الفلسطينيين – بما في ذلك النساء والأطفال والمسنون – طريقها جنوبًا في نزوح جماعي متزايد على طول ممرات الإخلاء اليومية التي أعلن عنها جيش الدفاع الإسرائيلي.
دعوات عالمية
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فقد أصبحت الدعوات العالمية لوقف القتال أكثر إلحاحا، على أمل تخفيف الأزمة الإنسانية، وقد تم تهجير أكثر من نصف المدنيين في غزة البالغ عددهم مليوني نسمة من منازلهم. الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية تنفد، وتوقفت غالبية المستشفيات عن العمل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويبدو أيضاً أن حرب المدن أصبحت أكثر تعقيداً، حيث يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتعامل مع نظام الأنفاق المتطور الذي أنشأته حماس والتهديد بالكمائن. وتظهر مقاطع الفيديو الدعائية التي نشرتها حماس مؤخراً وحللتها شبكة "سي إن إن" مدى تعقيد القتال وتطوره بسرعة.
إليكم ما نعرفه عن معركة مدينة غزة:
ما هي إستراتيجية إسرائيل؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الثلاثاء إن قوات الجيش الإسرائيلي موجودة في “قلب مدينة غزة” و”تضيق الخناق” على المركز الحضري في شمال القطاع، مستهدفة البنية التحتية لحماس وقادتها هناك.
وقال جالانت: إن الجنود الإسرائيليين “جاءوا من الشمال والجنوب واقتحموا المنطقة بالتنسيق مع قواتنا الجوية والبحرية”.
وتابعت الشبكة الأميركية، أنه منذ أن شن جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه البري على غزة قبل أسبوعين تقريبًا، تقدمت قواته على ثلاثة محاور - من الحدود الشمالية الغربية لغزة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال الشرقي بالقرب من بيت حانون، ومن الشرق إلى الغرب، على طول جنوب غزة، المدينة باتجاه الساحل – في محاولة لدق حاجز في وسط الشريط، وتقسيمه إلى نصفين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN : إن الجيش الإسرائيلي كان يتحرك باتجاه مدينة غزة، التي تم حصارها منذ وصوله إلى ساحل غزة يوم الأحد.
إستراتيجية دمار
ووصف داني أورباخ، المؤرخ العسكري من الجامعة العبرية في القدس، إستراتيجية الجيش الإسرائيلي بأنها إستراتيجية العزلة والدمار.
وتابع: "أنت لا تريد فقط إيقاع العقاب أو الألم على عدوك، بل تريد حرمان عدوك من قدراته، إن أفضل طريقة لحرمانه من القدرات هي تدميرها كقوة عسكرية منظمة”.
وأضاف: “برأيي، سيحاول الجيش الإسرائيلي أولاً عزل مناطق في قطاع غزة، ثم تركيز موارده في مراكز الثقل الرئيسية”. “(إنهم) يريدون أولاً عزل مدينة غزة عن الشمال والجنوب وتركيز قواتهم. هذه هي الطريقة الأكثر مباشرة."
وأفادت الشبكة الأميركية، بأنه منذ أسابيع، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف شبكة أنفاق حماس المترامية الأطراف عبر غزة. لكن مقاطع الفيديو تظهر أن ذلك لم يقضِ على قدرة حماس على تنفيذ الهجمات.
وقد حددت شبكة CNN الموقع الجغرافي لعدد من الاشتباكات التي شُوهدت في اللقطات – التي تم نشرها بعد بدء التوغل البري – في ثلاثة مواقع رئيسية: مخيم الشاطئ للاجئين والعطاطرة وبيت حانون، حيث يمكن رؤية المقاتلين وهم ينفذون كمائن لقوات الجيش الإسرائيلي.
ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على عدد المركبات العسكرية الإسرائيلية التي تم تعطيلها أو تدميرها خلال الغزو البري، مستشهدا بـ "اعتبارات أمنية تشغيلية".
ما مدى تعقيد الهجوم الإسرائيلي؟
وأكدت الشبكة الأميركية، أن تفكيك أنفاق حماس يشكل تحدياً كبيراً لقوات الجيش الإسرائيلي؛ ويعتقد أن الشبكة المتعرجة توفر للمسلحين فرصًا للتنقل في مدينة غزة ونقل الذخيرة والإمدادات الأخرى دون أن يتم اكتشافهم.
وقالت ميري آيسين، العقيد المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يتمتع بخلفية في الاستخبارات العسكرية، لشبكة CNN: "إنها مئات الكيلومترات من الأنفاق، ليست الأنفاق هي التي يتعين عليك الزحف إليها، بل هي الأنفاق التي يتم بناؤها (أعلى) وتتميز بالكهرباء والإضاءة".
ويشير الخبراء إلى أن تعقيد نظام الأنفاق – وصعوبات استخدام التكنولوجيا مثل أجهزة تحديد المواقع داخلها – يمنح مقاتلي حماس ميزة إستراتيجية كبيرة على قوات الجيش الإسرائيلي.