انطلقت أعمال القمة السعودية الأفريقية بالرياض برئاسة ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحضور القادة ورؤساء الوفود الأفارقة وذلك لبحث دعم التعاون بين المملكة ودول القارة ، وبحثت القمة دعم العلاقات بين السعودية ودول القارة، كما تسعى المملكة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول القارة في قطاعي الصناعة والتعدين، وزيادة صادراتها غير النفطية إلى أفريقيا انطلاقًا من موقعها الجغرافي المميز الذي يجعلها مركزًا تجاريًا مهمًا بين الشرق والغرب، وتشارك المملكة في عدد من المعارض والفعاليات التجارية في القارة، وذلك للترويج للمنتجات والخدمات السعودية غير النفطية.

دعم غزة

وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية من العاصمة الرياض، اليوم الجمعة، على إدانة المملكة لكل ما يشهده قطاع غزة من انتهاكات، مؤكدا على وجوب وقف التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع المحاصر منذ أكثر من 4 أسابيع.

علاقات اقتصادية

وأعلن إطلاق مبادرة الملك سلمان الإنمائية في أفريقيا بتدشين مشروعات إنمائية بقيمة تتجاوز مليار دولار على 10 سنوات، داعماً حصول الاتحاد الإفريقي على عضوية كاملة بمجموعة الـ 20، مضيفا أنه سيتم تقديم خمسة مليارات دولار كتمويل تنموي إضافي لأفريقيا حتى عام 2030 وكشف ولي العهد السعودي أيضا أن المملكة ستزيد عدد سفاراتها في القارة إلى أكثر من 40.

تهدئة الأوضاع

ويقول  الدكتور شامي الظاهري، المحلل السعودي، إن المملكة العربية السعودية كانت أكدت مراراً رفضها تصفية القضية الفلسطينية واستهداف المدنيين في غزة، لافتا أن المملكة تقوم بدور محوري هام في المنطقة من أجل حماية القضية الفلسطينية بالإضافة إلى بحث التعاون المشترك بين السعودية والدول الأفريقية.

دور اقتصادي

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر" أنه شهدت التجارة بين المملكة العربية السعودية ودول قارة أفريقيا نموًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية، ويتصدر عدد من الأنشطة الصناعية والتعدينية الصادرات السعودية غير النفطية إلى أفريقيا، حيث جاءت على رأس القائمة قطاعات الكيماويات والبوليمرات، ثم التعبئة والتغليف، يليه قطاع مواد البناء، وأخيراً قطاع المنتجات الغذائية، في حين جاءت الواردات السعودية من أفريقيا، في عدد من القطاعات من بينها المنتجات الغذائية، ومواد البناء، والمعادن الثمينة، والمجوهرات.

وتابع أن للمملكة دورها المحوري في دفع عجلة التنمية والاقتصاد في الدول الأفريقية، وإطلاق عدد من المشاريع والأنشطة الاستثمارية في الدول الأفريقية في قطاعات (الطاقة، والتعدين، والاتصالات، والأغذية، وغيرها) مؤكدًا حرص السعودية على أهمية الاستمرار في البحث عن فرص جديدة للاستثمار في القارة الأفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

تعاون إستراتيجي

فيما قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، استضافة المملكة لهذه القمة بحضور عدد كبير من القادة الأفارقة في الرياض مؤشر لتأسيس تعاون إستراتيجي يصب في مصلحة الطرفين، وخاصة أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والدول الأفريقية (74.735) مليار ريال سعودي في 2023.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": القمة "السعودية – الأفريقية" ستحقق نجاحاً كبيراً نظراً إلى العديد من القواسم المشتركة بين الجانبين، ومعالجة الأزمات الاقتصادية في القارة السمراء.