خبير أمني: الجماعات الإرهابية تستخدم الذكاء الاصطناعي للتضليل والتجنيد عن بُعد
خبير أمني: الجماعات الإرهابية تستخدم الذكاء الاصطناعي للتضليل والتجنيد عن بُعد

في تطور مثير للقلق، كشفت تقارير أمنية حديثة عن تصاعد استخدام الجماعات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ مخططاتها الدعائية وتوسيع دائرة تأثيرها.
وأشارت هذه التقارير، أن التنظيمات المتطرفة باتت تعتمد بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى دعائي، وتزوير الصور والفيديوهات، بل وابتكار شخصيات وهمية قادرة على خداع المتابعين والتأثير على عقولهم.
وبحسب خبراء في مجال الأمن السيبراني، فإن هذه الجماعات تستغل تقنيات مثل "التزييف العميق" (Deepfake) لإنتاج مقاطع فيديو مفبركة تروج لعملياتها أو تبث رسائل تحريضية تحمل توقيع شخصيات عامة أو مسؤولين مزيفين، بهدف تضليل الرأي العام أو زرع الفتنة بين المجتمعات.
كما لجأت بعض التنظيمات إلى استخدام نماذج لغوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوليد نصوص دينية أو أيديولوجية متطرفة بشكل آلي، الأمر الذي يسهل نشر آلاف الرسائل المضللة خلال وقت قصير، ويجعل من الصعب على الجهات الرقابية تتبعها أو الحد من تأثيرها.
وفيما تتسارع وتيرة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تحذر منظمات دولية من خطورة توظيف هذه الأدوات في الفضاء الرقمي من قبل جهات تسعى لزعزعة الاستقرار وزيادة معدلات التجنيد عبر الإنترنت، خاصةً في مناطق الصراع أو بين الفئات الهشة والمهمشة.
وتدعو الجهات المعنية الحكومات وشركات التكنولوجيا إلى تعزيز آليات الرقابة والتصدي للاستخدامات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، مشددةً على أهمية التعاون الدولي لتطوير حلول تقنية قادرة على رصد ومنع هذا النوع من المحتوى قبل انتشاره على نطاق واسع.
وحذّر الخبير الأمني الدكتور أحمد الطحاوي من تنامي اعتماد الجماعات الإرهابية على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ أجنداتها الإعلامية والتجنيدية، مشيرًا أن التنظيمات المتطرفة باتت تمتلك أدوات تكنولوجية متقدمة تمكّنها من تضليل الجمهور واستهداف فئات معينة من المجتمعات عبر الإنترنت.
وقال الطحاوي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن "الذكاء الاصطناعي بات أداة فعّالة في يد التنظيمات الإرهابية، خاصة في مجالات إنتاج الفيديوهات المزيفة، وتوليد الخطابات الأيديولوجية المتطرفة، واستهداف الشباب عبر شخصيات وهمية مصممة بذكاء"، مؤكدًا أن تلك الجماعات تستثمر هذه التكنولوجيا لتجاوز الحظر والرقابة على منصات التواصل.
وأضاف: أن بعض التنظيمات باتت تعتمد على برامج متقدمة لتحليل البيانات واستهداف الأفراد بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم الرقمي، ما يسهّل عملية التجنيد ويزيد من فاعلية حملاتهم الدعائية، خاصة في البيئات الهشة والبلدان التي تعاني من اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
ودعا الطحاوي إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا لرصد هذه الأنشطة، والعمل على تطوير تقنيات مضادة قادرة على اكتشاف المحتوى المزيف والمضلل بسرعة، مشددًا على أهمية رفع الوعي الرقمي لدى المجتمعات كجزء من المواجهة الشاملة.