محللون: الاحتجاجات في غزة تعكس حالة من الغضب الشعبي ضد حماس والمطالبة بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
محللون: الاحتجاجات في غزة تعكس حالة من الغضب الشعبي ضد حماس والمطالبة بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني

تتزايد الاحتجاجات في قطاع غزة في ظل تصاعد موجة الغضب الشعبي ضد حركة حماس، وذلك مع اشتداد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي وصفتها منظمات دولية بأنها "حرب إبادة" ، وخرج مئات من سكان القطاع في مسيرات احتجاجية مطالبة بوقف إطلاق النار وإحلال السلام، في وقتٍ تواجه فيه غزة دمارًا غير مسبوق جراء القصف الإسرائيلي المستمر.
المحتجون في غزة عبّروا عن استياءهم من استمرار السيطرة الأمنية لحركة حماس على القطاع، التي يعتقد الكثيرون أنهم المسؤولون عن جر القطاع إلى دوامة من العنف والصراع المستمر، مما يسبب معاناة للمدنيين العزل، وطالبوا بحل سياسي يعيد للقطاع الأمل في مستقبل بعيد عن القتل والدمار، ويوقف العدوان الإسرائيلي الذي خلف مئات القتلى والجرحى من الأبرياء.
وتشهد مدن القطاع تجمعات احتجاجية واسعة، حيث رفع المحتجون لافتات تطالب بحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، في وقتٍ تتواصل فيه عمليات الإجلاء بسبب الغارات الجوية المستمرة. وقد تم تسجيل العديد من الحوادث التي تعرض فيها المحتجون للاعتقال من قبل أجهزة أمن حماس، مما أثار مزيدًا من التوترات بين السكان والحركة.
من جانبهم، أشار خبراء، أن هذا التحرك الشعبي يأتي في وقت حرج حيث يعاني سكان غزة من مأساة إنسانية كبيرة بسبب الحصار والحروب المتتالية.
وقال الدكتور مصطفى الكرد، الباحث في الشؤون الفلسطينية: إن "غزة تمر بمرحلة مفصلية، ولا بد من أن يكون هناك تغيير في أساليب إدارة الأزمة من قبل حماس، وتوجيه المسار نحو حل سياسي يعيد السلام إلى المنطقة".
وأضاف الكرد -في تصريح للعرب مباشر-، أن "الاحتجاجات تعكس رغبة حقيقية لدى بعض فئات الشعب الغزي في الخروج من دائرة العنف المستمر وفتح أفق جديد للوصول إلى تسوية سلمية تحفظ حياة المدنيين وتوقف المجازر الإسرائيلية".
وتابع: تواصل المنظمات الدولية دعواتها لوقف فوري للقتال في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، فيما تبقى آمال سكان غزة معلقة على أن تحمل هذه الاحتجاجات أملًا في تغيير الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.
في تعليق له على الاحتجاجات المتصاعدة في قطاع غزة، قال جهاد الحرازين، المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة فتح: إن "ما يحدث في غزة من احتجاجات يعكس حالة من الغضب الشعبي العارم ضد حركة حماس، والتي طالما كانت مسؤولة عن فرض واقع القتال المستمر والحصار على القطاع".
وأوضح الحرازين -في تصريح للعرب مباشر-، أن ما يعانيه سكان غزة من ويلات الحرب الإسرائيلية الأخيرة ليس منفصلًا عن الأوضاع التي تسبب فيها حكم حماس في القطاع.
وقال: "إن استمرار هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والقتل والتهجير، ولذا فمن الضروري أن تتوقف هذه السياسات التي تساهم في تصعيد الوضع بدلًا من الحل".
وأشار الحرازين، أن "الاحتجاجات التي تشهدها غزة في هذه الفترة هي تعبير عن شعور حقيقي باليأس من الظروف الحالية التي فرضتها حماس، ولا سيما في ظل الحروب المتكررة ضد الشعب الفلسطيني. إن المواطن الفلسطيني في غزة يناضل من أجل أفق جديد، من أجل العودة إلى حالة من الأمل لا من حالة العنف الدائم".
ودعا الحرازين إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "لن يكون هناك أي حل حقيقي للمعاناة الفلسطينية إلا عندما يكون لدينا قيادة واحدة تتحدث باسم الجميع وتعمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني بأسره".