إرهاب طالبان يثير ذعر العالم.. مواصلة عمليات الاجلاء من أفغانستان
يواصل الغرب إجلاء رعاياه من أفغانستان بعد سسطؤة طالبان عليها
تتواصل عمليات الإجلاء المضنية في العاصمة الأفغانية كابل منذ الأسبوع الماضي، وسط حالة من الفوضى والقلق وسقوط الضحايا خلال الاشتباكات في محيط المطار الرئيسي، فيما خرجت دعوات من لندن وفرنسا، اليوم الاثنين، تطالب بتمديد مهلة الإجلاء.
فوضى وقتلى
ويشهد مطار كابل ازدحاما وتهديدات أمنية، تصل أحيانا إلى حد الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط قتلى، علاوة على الفوضى الناجمة عن محاولة آلاف الأشخاص الفرار من بلادهم، معرضين حياتهم للخطر.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية صباح أمس الأحد: إن سبعة أفغان قتلوا في تدافع قرب المطار.
وتستمر عمليات الإجلاء المضنية التي تقوم بها دول الغرب، بينما يعيش الأفغان حالة من الذعر واليأس والفوضى المستمرة منذ أسبوع، خصوصا مع رؤيتهم لتساقط القتلى من نظرائهم في مطار كابل، المنفذ الوحيد للخروج من البلاد منذ عودة طالبان إلى السلطة في 15 آب/أغسطس.
اشتباكات حول المطار
وأعلن الجيش الألماني مقتل حارس أفغاني في تبادل لإطلاق النار في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، بين حراس أفغان ومهاجمين مجهولي الهوية وشارك جنود ألمان وأميركيون في عملية تبادل إطلاق نار لاحقة.
إجلاء ١٠ آلاف أميركي
فيما أعلن مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن الجيش الأميركي نقل جوا نحو عشرة آلاف شخص خارج كابل خلال 24 ساعة يوم أمس الأحد، لافتا إلى أن 61 طائرة تابعة للتحالف ساعدت في إجلاء قرابة 5900 شخص.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه منذ 14 أغسطس، أجلت الولايات المتحدة، أو ساعدت في إجلاء، 37 ألف شخص من أفغانستان، التي سيطرت عليها حركة طالبان.
وقال البيت الأبيض، الأحد، إن نحو 30 ألف شخص تم إجلاؤهم منذ 14 أغسطس، في حين تواصل واشنطن العمل لإخراج 15 ألف أميركي و50 إلى 60 ألف أفغاني مع عائلاتهم.
ووسط قلق واضطرابات شديدة، ينتظر آلاف الأجانب من جنسيات أخرى وأفغان مهددين، ممن عملوا مع الحلفاء، عمليات إجلائهم من قبل دول غربية.
وأعلنت برلين أن السلطات الألمانية أجلت حتى الآن أكثر من 2500 شخص، والمملكة المتحدة أكثر من 5700 شخص.
إجلاء الأفغان المستحيل
ومن جانبه، قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه "من المستحيل" إجلاء جميع الأفغان المتعاونين مع القوى الغربية قبل 31 أغسطس، ولم يستبعد أن "يغير الأميركيون رأيهم"، ليبقوا ما بعد هذا التاريخ في أفغانستان.
بينما دعت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى تمديد الموعد النهائي لانسحاب الولايات المتحدة.
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي مساء الأحد: "ثمة مناقشات جارية بيننا وبين الجيش بشأن التمديد. نأمل بألا نضطر إلى التمديد، لكننا سنناقش مدى تقدم عملية الإجلاء".
فيما أعلنت لندن عقد قمة عبر الإنترنت لمجموعة السبع "لإجراء مناقشات عاجلة حول أفغانستان".
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إنه "من الحيوي أن تعمل الأسرة الدولية معا لضمان عمليات إجلاء آمنة، وتفادي أزمة إنسانية، ومساعدة الشعب الأفغاني في حماية مكتسبات السنوات العشرين الأخيرة".
بريطانيا تضاعف جهودها
أجلت بريطانيا أكثر من 5700 شخص من أفغانستان، فيما تضاعف الحكومة البريطانية جهودها لتسريع هذه العملية قبل انسحاب القوات الأميركية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان: إن العملية التي تُجريها أتاحت إجلاء 5725 شخصا من كابل، بينهم أكثر من 3100 أفغاني وعائلاتهم، وذلك منذ انطلاقها في 13 آب/أغسطس.
وإضافة إلى الأفغان الذين يعملون محليًا لحساب المملكة المتحدة، تم إجلاء موظفين دبلوماسيين ورعايا المملكة ودول أخرى.
مهمة معقدة
فيما يصف الضابط العسكري البريطاني دان بلانشفورد، الذي يقود أكثر من ألف جندي في كابل، المهمة بأنها "في منتهى التعقيد وتتطلب جهدا".
وقال بلانشفورد: إن "الصعوبات المروعة التي تواجهها العائلات والأفراد في الوصول إلى المطار واضحة، ورجالي ونسائي في الخطوط الأمامية رأوا وشهدوا بعض المشاهد المفجعة".
وأضاف: "إننا نضاعف جهودنا لتسريع العمليات ودعم من هم أكثر ضعفا"، حيث يتم توصيل 30 ألف لتر من المياه يوميًا وتوفير غذاء لخمسة آلاف شخص وتوزيع حفاضات وحليب للأطفال ومنتجات صحية.
ويبدو أن الوقت بدأ ينفد قبل الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأميركية لانسحاب قواتها من أفغانستان في 31 آب/أغسطس.
وبسبب هذا الجدول الزمني الضيق والظروف الصعبة، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إنّ الأميركيين سيحصلون على "كل الدعم من البريطانيين إذا بقوا لفترة أطول"، حسبما نقلت صحيفة "ميل أون صنداي".
كما أشار إلى أن مراكز لدرس طلبات الإجلاء ستُقام "خارج أفغانستان"، في أماكن بالمنطقة.
وتحدث بن والاس الأحد مع نظيره الأميركي لويد أوستن، حسبما قالت وزارته التي أكدت أن "عملية الإجلاء ستتواصل ما دامت الحالة الأمنية تسمح بذلك بالتنسيق مع شركائنا الأميركيين".
ويتجمع الأفغان على جانب طريق بالقرب من الجزء العسكري من مطار كابل في 20 أغسطس 2021، على أمل الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.