تحولات مفاجئة في السباق الرئاسي الإيراني بعد انسحاب مرشحين.. وخبراء: خطوة لتعزيز الوحدة
تحولات مفاجئة في السباق الرئاسي الإيراني بعد انسحاب مرشحين.. وخبراء: خطوة لتعزيز الوحدة
في خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي الإيراني، انسحب مرشحان بارزان من السباق الرئاسي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الانتخابات المقبلة.
يأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث يسعى المتشددون إلى توحيد صفوفهم خلف مرشح واحد قوي ليحل محل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
انسحاب أمير حسين غازي زاده هاشمي وعمدة طهران علي رضا زاكاني يعكس التوترات الداخلية بين الفصائل السياسية المختلفة، ويضع الإصلاحيين في موقف صعب، كيف ستؤثر هذه التحولات على نتائج الانتخابات ومستقبل إيران السياسي؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية المتغيرة.
*انسحابات مفاجئة*
أعلن أمير حسين غازي زاده هاشمي، البالغ من العمر 53 عامًا، انسحابه من السباق الرئاسي يوم الأربعاء، داعيًا المرشحين الآخرين إلى اتخاذ نفس الخطوة لتعزيز "جبهة الثورة".
وفي تطور لاحق، انسحب أيضًا عمدة طهران علي رضا زاكاني اليوم الخميس، مكررًا ما فعله في انتخابات 2021 التي شهدت انتخاب رئيسي.
زاكاني أوضح أن انسحابه يهدف إلى "منع تشكيل إدارة ثالثة" للرئيس السابق حسن روحاني، مشيرًا إلى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي يحظى بدعم وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الذي كان له دور كبير في التوصل إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
مع انسحاب هاشمي وزاكاني، يبقى في السباق أربعة مرشحين آخرين، ويرى المحللون أن الانتخابات ستتحول إلى مسابقة ثلاثية، حيث يتنافس اثنان من المتشددين، وهما المفاوض النووي السابق سعيد جليلي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، على نفس الكتلة الانتخابية، بينما يمثل بزشكيان، جراح القلب المرتبط بإدارة روحاني المعتدلة، الخيار الإصلاحي.
*لا مبالاة الناخبين*
في الوقت الذي تستعد فيه طهران للانتخابات، تسود حالة من اللامبالاة بين الناخبين، تأتي هذه الانتخابات بعد حادث تحطم طائرة مروحية في مايو الماضي، أسفر عن مقتل رئيسي.
وعلى الرغم من الوعود التي قطعها الاتفاق النووي بفتح إيران على العالم، يواجه الإيرانيون ظروفًا اقتصادية صعبة وشرق أوسط مضطرب، حيث شهدت المنطقة هجمات إيرانية مباشرة على إسرائيل لأول مرة.
وسط مخاوف من استمرار إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تصنيع الأسلحة، بشكل يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي وتثير قلق الناخبين.
*توترات داخلية*
من جانبه، يرى د. محمد محسن، خبير الشؤون الإيرانية، أن انسحاب المرشحين يعكس التوترات الداخلية بين الفصائل السياسية في إيران.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، انسحاب هاشمي وزاكاني يشير إلى محاولات المتشددين لتوحيد صفوفهم خلف مرشح واحد قوي، هذا التحرك قد يعزز فرصهم في الفوز، لكنه أيضًا يكشف عن الانقسامات العميقة داخل التيار المحافظ.
وتابع محسن، الانتخابات المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى تأثير الإصلاحيين في السياسة الإيرانية، مضيفًا، يزشكيان يمثل الأمل الأخير للإصلاحيين في هذه الانتخابات، دعمه من قبل شخصيات بارزة مثل محمد جواد ظريف قد يعزز من فرصه، لكن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها إيران تجعل من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات.