أستاذ علاقات دولية: نحن أمام تقسيم جديد سوف يحدث في السودان لصالح الدعم السريع
أكد أستاذ علاقات دولية أن هناك تقسيم جديد سوف يحدث في السودان لصالح الدعم السريع
اشتباكات متجددة عنيفة تشهدها العديد من المناطق السودانية بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع التي تتقدم بسرعة نحو جنوب السودان، حيث قامت قوات الدعم السريع بتبادل القصف وإطلاق النار مع الجيش السوداني في العديد من مناطق الخرطوم، حيث تصاعد القتال بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع بشكل مفاجئ منتصف أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، فيما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع خطوطا نهائية نحو عملية سياسية مدعومة دوليا.
اشتباكات مستمرة
دفعت الاشتباكات والمعارك التي اندلعت منتصف شهر أبريل الماضي بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نحو 500 ألف شخص للنزوح من العاصمة الخرطوم إلى ولاية الجزيرة التي كانت في منأى عن الحرب والنزاع، وفي 15 ديسمبر ومنذ ما يقرب من 10 أيام، تقدمت قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم أنحاء العاصمة السودانية على الطريق السريع الذي يربط بين الخرطوم ومدينة "ود مدني"، وسيطرت عليها، واضطر نحو 300 ألف شخص للنزوح نحو ولاية سنار التي تقترب منها قوات الدعم السريع الآن للسيطرة عليها هي الأخرى.
تصاعد حدة القتال
يقول الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية: إن الأزمة السودانية مع تصاعد حدة القتال داخل 13 ولاية حتى الآن ومع استمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في كافة الأماكن التي يسيطر عليها البرهان من الممكن أن نرى تدخلا أكبر وقويا لقوات الدعم السريع لكي توجد لنفسها مكانا في مستقبل المعادلة السودانية والسيطرة بشكل أكبر على الأراضي السودانية، مؤكدا أن الخطر السوداني سوف يزداد ولا ينذر بأمر إيجابي.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن السودان يشهد تطورات سلبية حاليًا، خاصةً بعد انسحاب الجيش السوداني من "ود مدني"، وهي منطقة مهمة جدًا من حيث الاقتصاد والأمن، بالإضافة إلى أنها نقطة تمركز مهمة للجيش السوداني من خلال تقديم الدعم اللوجيستي للجيش في حربه على ميليشيا الدعم السريع، مشيرة إلى أن النقطة الفيصلية في هذا الأمر هو انسحاب الجيش دون اشتباك، وبالتالي هناك مشكلة كبيرة في الداخل السوداني.
وما وصل إليه الوضع في السودان من تشريد ونزوح لحوالي 8 ملايين سوداني، ومقتل 12000 شخص، بسبب أن الطرفين المتنازعين جهتان مسلحتان، ولديهما قدرة عالية من التسليح، وتحديدًا ميليشيا الدعم السريع التي يحميها المجتمع الدولي، مشيرةً إلى أن انسحاب الجيش من "ود مدني" لم يكن متوقعا، والقيادات داخل الجيش في حالة صدمة، ويبدو أننا أمام تقسيم جديد سوف يحدث في السودان لصالح الدعم السريع.