خبير في شئون الجماعات الإرهابية: تمدد القاعدة في مالي إنذار خطير يهدد أمن إفريقيا بالكامل
خبير في شئون الجماعات الإرهابية: تمدد القاعدة في مالي إنذار خطير يهدد أمن إفريقيا بالكامل
يتواصل تمدد تنظيم القاعدة في مالي بشكل مقلق، وسط تصاعد نفوذ ذراعه الأشد خطورة، جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التي تُحكم قبضتها على مدن وقرى بأكملها في البلاد، في مشهد يعكس اتساع رقعة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي.
أحدث فصول هذا التمدد يظهر في مدينة نيورو الواقعة جنوب غربي مالي، حيث فرضت الجماعة الإرهابية حصارًا مشددًا، ومنعت دخول الوقود والسلع الأساسية إليها، متهمة السكان بدعم الجيش. ولم تعد نيورو استثناءً، إذ يتكرر المشهد ذاته في مدينة كايس الغنية بالذهب، التي تخضع أيضًا لسيطرة الإرهابيين الذين يعاقبون كل من يتعامل مع القوات الحكومية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الجماعة فرض حصار جديد على مدينة ليري في تمبكتو شمالي مالي، ومنحت السكان مهلة ثلاثة أيام للمغادرة، متهمة إياهم بـ"عدم الالتزام بالاتفاقات السابقة" التي سمحت برفع الحصار العام الماضي.
كما تباهت الجماعة في بيانات حديثة بـالاستيلاء على مواقع عسكرية في منطقتي إنتاهاكا وكونا، في دلالة على تصاعد قدراتها التنظيمية والتكتيكية.
ومع تراجع دور الدولة وغياب السيطرة المركزية، تتسع رقعة نشاط القاعدة في غرب إفريقيا، ما يجعل مالي اليوم على خط النار في مواجهة مفتوحة بين الإرهاب والمواطنين العالقين بين الخوف والجوع.

وبينما يتحدث محللون عن خطر تحول مالي إلى "ملاذ آمن جديد" للإرهاب في إفريقيا، يبدو أن الجماعات المتطرفة تستغل هشاشة الدولة لتوسيع نفوذها وقطع شرايين التواصل بين المدن، لتصبح البلاد أمام معركة وجود حقيقية تهدد أمن المنطقة بأكملها.
وحذر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع من خطورة التمدد المتسارع لتنظيم القاعدة في مالي، مؤكدًا أن ما تشهده البلاد من توسع لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" يعكس مرحلة جديدة من إعادة تموضع التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية، بعد تضييق الخناق عليها في مناطق أخرى.
وقال ربيع -في تصريح خاص للعرب مباشر-: إن سيطرة الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة على مدن مثل نيورو وكايس وليري، وفرضها للحصار وقطع الطرق، يمثل مؤشرًا على أن التنظيم بات يمتلك قدرات ميدانية وتمويلية كبيرة، فضلًا عن شبكة تحالفات مع جماعات محلية وعابرة للحدود.
وأوضح، أن جماعة نصرة الإسلام تعمل ضمن استراتيجية "التمكين من الأطراف"، أي السيطرة على القرى والمناطق الريفية أولاً قبل الزحف نحو المدن الكبرى، وهي الخطة ذاتها التي اتبعتها القاعدة وداعش في مناطق أخرى من العالم، مشيرًا إلى أن الفراغ الأمني وضعف الدولة المالية يوفران بيئة خصبة لعودة الإرهاب بقوة.
وأضاف الخبير، أن خطر القاعدة في مالي لا يقتصر على الداخل فقط، بل يمتد إلى الدول المجاورة في الساحل وغرب إفريقيا، مثل النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، ما يهدد بانفجار موجة عنف جديدة قد تجر القارة إلى حالة عدم استقرار طويلة الأمد.
وأكد ربيع، أن ما يحدث اليوم في مالي يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن مواجهة هذا التمدد تتطلب خطة إقليمية متكاملة تشمل التعاون الأمني والاستخباراتي، وتجفيف منابع التمويل، ومواجهة الفكر المتطرف عبر التعليم والإعلام.

العرب مباشر
الكلمات