محلل سياسي أردني: إفشال المخطط الأخير يُعجّل بنهاية الدور السياسي للإخوان
محلل سياسي أردني: إفشال المخطط الأخير يُعجّل بنهاية الدور السياسي للإخوان

أحبطت السلطات الأردنية حديثًا مخططًا وصف بـ"الخطير"، كان يستهدف زعزعة استقرار البلاد. وكشفت مصادر أمنية أن المخطط تورطت فيه عناصر مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، ما أعاد الجدل مجددًا حول دور الجماعة ومصيرها في المشهد السياسي الأردني.
وأكدت الجهات الرسمية أن التحقيقات لا تزال جارية، فيما أشارت إلى أن المُخطط كان يستهدف مؤسسات حيوية، ويهدف إلى إثارة الفوضى بالتزامن مع توترات إقليمية تشهدها المنطقة. وتم القبض على عدد من المشتبه بهم، بينهم شخصيات لها ارتباطات تنظيمية وأيديولوجية مع جماعة الإخوان.
هذا التطور يضع الجماعة، التي تُعاني أصلًا من تراجع كبير في شعبيتها ونفوذها، أمام مستقبل غامض في الأردن. ويرى مراقبون أن تكرار ارتباط بعض عناصرها بمحاولات الإخلال بالأمن قد يدفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا تجاهها، قد تشمل مزيدًا من التضييق أو حتى الحظر الكامل.
ورغم أن جماعة الإخوان كانت لعقود جزءًا من الحياة السياسية الأردنية، إلا أن علاقتها بالدولة شهدت توترًا متصاعدًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل التحولات الإقليمية وتراجع دعم الحركات الإسلامية في دول عربية عدة.
وفي أعقاب إعلان السلطات الأردنية عن إحباط مخطط كان يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، رجّح محللون سياسيون أن تكون هذه الحادثة بمثابة نقطة تحوّل في تعامل الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وقال الدكتور سمير الرنتيسي، الخبير في الشؤون السياسية الأردنية - في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" - : "ما حدث أخيرًا يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة، ويُظهر أن هناك أطرافًا لا تزال تراهن على الفوضى كوسيلة للتأثير السياسي، وهو ما لم يعد مقبولًا لا شعبيًا ولا رسميًا".
وأضاف الرنتيسي: "جماعة الإخوان في الأردن تمرّ بمرحلة ضعف غير مسبوقة، داخليًا وخارجيًا. تآكل القاعدة الشعبية، وتراجع التأثير في الشارع، والانقسامات الداخلية، كلها عوامل تُسرّع من تراجعها".
وأشار إلى أن الدولة قد تتجه نحو "إغلاق آخر الملفات العالقة مع الجماعة بشكل قانوني وهادئ، دون صدام، ولكن بحزم"، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية التي أضعفت الدعم السياسي والمعنوي لمثل هذه التنظيمات.
وتابع: "المجتمع الأردني اليوم يبحث عن الاستقرار والتنمية، وليس عن خطابات مؤدلجة أو محاولات لفرض أجندات تتعارض مع السيادة الوطنية".
واختتم الرنتيسي تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المُقبلة "ستكون فاصلة في تحديد موقع الإخوان من الخارطة السياسية، إن بقي لهم موقع أساسًا".