الإمارات ومصر .. أخوة وصداقة واستثمار للمستقبل
تربط الإمارات ومصر علاقة أخوة وصداقة وإستثمار للمستقبل
ما زالت أصداء اللقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مستمرة، احتفاء بزيارة الرئيس الإماراتي لمدينة العلمين، واستكمالا لجهود القيادة السياسية المشتركة للبلدين في دفع أطر وآليات التعاون المشترك بين دول الأمة العربية، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتنموية.
زيارة مبهجة في العلمين
وعبر مصريون وإماراتيون عن سعادتهم باللقاء الثنائي بين الرئيسين، وسط إشادات واسعة بحضور الشيخ محمد بن زايد للمشاركة في افتتاح مدينة العلمين الجديدة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية الدولية، إن التاكيد أن العلاقات المصرية الإماراتية علاقات جيدة وعلاقات نموذجية وتتطابق في الكثير من الملفات الإقليمية والثنائية، كما أن الجزء الثنائي هو المرتبط بحجم الاستثمارات الموجودة في مصر والارتباطات الهيكلية التي توسعت فيها عند مستوى الشراكة المصرية الإماراتية في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال والمشروعات الضخمة والتنمية في العاصمة الإدارية وشمال الخليج والمنطقة الاقتصادية.
واضاف فهمي في تصريحات لـ العرب مباشر، أن الاستثمارات الإماراتية مقدرة في مصر بقوى كبيرة لتشمل العديد من المجالات في هذا الإطار، كما أن الإقليمي هو الأهم في مستوى العلاقات بين البلدين لأنه يحتاج إلى تنسيق في مستوى العلاقة بين أبوظبي والقاهرة لمواجهة التحديات في الإقليم العربي.
وتابع، إن مساحة التفاهمات بين مصر والإمارات في الإقليم مهمة وتبنى عليها الكثير من السياسات في الفترة الأخيرة، وفق عدة اعتبارات، أولا مستوى القيادة السياسية في مصر والإمارات، وحرص قادة البلدين على تطوير وتنمية العلاقات بصورة كبيرة، والأمر الثالث هو وجود مصالح مشتركة ووفود متبادلة بين الطرفين مما يعكس النقاشات حول قضايا الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط والملفات العربية المفتوحة، إضافة إلى الارتباطات المصرية الإماراتية مع الخارج.
تحركات عربية تعكس أهمية التنسيق المشترك
ويقول محمد فيصل الدوسري كاتب رأي إماراتي، إن لزيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للساحل الشمالي في مصر الأثر الكبير، خصوصا حين تحرك وسط جموع الجمهور، وزوار مدينة العلمين المصرية بأقل حراسة، وبكل تواضع يلتقط الصور مع الكبار والأطفال، وهو ليس بغريب على من تخرج من مدرسة زايد، رحمه الله، وانتهل من منبع التواضع.
وأضاف الدوسري في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر، أن ذلك تزامن مع لقاء الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بزيارة سموه الرسمية إلى الأردن، ولقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالرئيس السيسي، في تحركات عربية تعكس أهمية التنسيق المشترك في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة، وتعكس التقاء إيجابيا في المواقف المشتركة حول العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، باتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار، والتركيز على التنمية والازدهار.
وأشار إلى أن اللقاءات الإماراتية المصرية تميزت باستمرارية اللقاءات على الصعيدين الرسمي أو غير الرسمي، فعلاقة الإمارات ومصر تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، وفي ظل التحديات الدولية والإقليمية الراهنة، تزداد الحاجة للتنسيق المستمر حول المواقف والرؤى في مواجهة التحديات.
وقال الدوسري، لقد أرسى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، دعائم العلاقة مع مصر، والإماراتيون قيادة وشعبًا ينظرون إلى مصر وكأنها في قلب الإمارات، وهي وصية نراها تتنامى في علاقة الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السيسي، وفي نمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فالإمارات ستقف دائما مع مصر في أوقات الرخاء، وأوضاعها الاقتصادية الصعبة، فمصر إحدى بوابات الاستقرار الرئيسية في المنطقة العربية.
وتقدم الإمارات ومصر نموذجًا مثاليًا في محاربة الإرهاب والتطرف، ونبذ الكراهية والعنصرية، والمنطقة العربية تتطلب استمرار جهود تكثيف التعاون والتضامن، في ظل التحديات العالمية على إثر تغيرات النظام الدولي، والملفات الإقليمية، لاسيما: سوريا والسودان وليبيا والقضية الفلسطينية، وتحديات أمن الطاقة والغذاء، وهذا ما يميز العلاقة الاستثنائية بين أبوظبي والقاهرة، وقدرتها على مواكبة الأحداث مهما كانت التحديات.