خبراء فلسطينيون: غزة تقترب من الفوضى الكاملة.. وتحذيرات الصحة العالمية ناقوس خطر

خبراء فلسطينيون: غزة تقترب من الفوضى الكاملة.. وتحذيرات الصحة العالمية ناقوس خطر

خبراء فلسطينيون: غزة تقترب من الفوضى الكاملة.. وتحذيرات الصحة العالمية ناقوس خطر
حرب غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن مستوى اليأس المتزايد بين السكان قد يؤدي إلى انهيار كامل للقانون والنظام داخل القطاع.


وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريحات صحفية، إن الاحتياجات الطبية والغذائية بلغت مستويات كارثية، مشيرًا إلى أن الانهيار الوشيك للنظام الصحي وتفشي الجوع يدفع السكان إلى حافة الانفجار، وقد يقوّض قدرة المنظمات الإنسانية على العمل بشكل آمن.


وأوضح غيبريسوس أن "الوضع في غزة أصبح غير قابل للاستمرار"، لافتًا إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون صعوبات بالغة في تقديم المساعدات، في ظل انهيار البنية التحتية وانعدام الأمن وانتشار الجوع وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال.


وأشار تقرير صادر عن المنظمة إلى أن أكثر من 12 ألف طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم بأنهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في القطاع خلال شهر واحد، فيما ترتفع الوفيات المرتبطة بالجوع بشكل يومي.


الوصول الإنساني الآمن والمستدام


وشددت الصحة العالمية على ضرورة ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام إلى مختلف مناطق القطاع، محذرة من أن استمرار الحرب وانهيار الخدمات الأساسية يهددان بحدوث فوضى واسعة النطاق، في وقت لا تزال فيه معظم المستشفيات خارج الخدمة أو تعمل بأقل من نصف طاقتها.


وأكدت المنظمة مجددًا دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة تشغيل المنشآت الصحية لضمان الحد الأدنى من الحماية للسكان المدنيين.
المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية


قال المحلل السياسي الفلسطيني د. طلال عوكل إن تحذير منظمة الصحة العالمية من انهيار القانون والنظام في قطاع غزة نتيجة تفشي اليأس، يُعد مؤشرًا خطيرًا على أن الوضع الإنساني تخطى حدود الكارثة وبات يهدد بفوضى اجتماعية وأمنية شاملة.


وأوضح عوكل - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مباشرة عن تدهور الأوضاع، ليس فقط بسبب الحرب المستمرة، بل أيضًا لتقاعس الدول المانحة في ضمان وصول الإغاثة إلى السكان. وأكد أن التحذيرات المتكررة من المنظمات الأممية يجب أن تُترجم إلى ضغط حقيقي لوقف إطلاق النار، محذرًا من أن فقدان السيطرة في غزة لن يؤثر فقط على الفلسطينيين، بل سيمتد تداعياته إلى المنطقة بأكملها.


الحصار والتجويع المنهجي


فيما أكد الناشط والباحث الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم أن ما ورد في تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن سوء التغذية وارتفاع معدلات الوفاة في غزة، هو نتيجة سنوات من الحصار والتجويع المنهجي الذي تعرض له القطاع، وتفاقم بفعل العدوان الأخير.


وقال إبراهيم - في تصريح لـ"العرب مباشر" - إن "اليأس الذي تحدثت عنه المنظمة لا يُولد من فراغ، بل هو حصيلة انهيار المنظومة الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، وغياب الأمل في النجاة، في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض القوى الفاعلة".


وأضاف أن غزة اليوم على أعتاب أزمة إنسانية خانقة، وبدون تدخل دولي عاجل وفعّال، فإن المشهد سيتحول من مجاعة صامتة إلى انفجار اجتماعي وأمني لا يمكن السيطرة عليه.