كيف يسعى حزب الله لإعادة بناء قوته العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية

كيف يسعى حزب الله لإعادة بناء قوته العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية

كيف يسعى حزب الله لإعادة بناء قوته العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية
حزب الله

يسعى "حزب الله" اللبناني إلى إعادة بناء قدراته العسكرية بعد تعرضه لضربات إسرائيلية مكثفة خلال الصراع الأخير؛ ما أدى إلى تراجع كبير في إمكانياته.


تقارير استخباراتية أمريكية وإسرائيلية أشارت، أن الحزب فقد أكثر من نصف مخزوناته الصاروخية وآلاف المقاتلين، كما تضررت شبكة اتصالاته؛ مما أثر على قدراته القيادية والتنسيقية بشكل كبير.

*جهود التسلح والتجنيد*


وفقًا لتقارير متعددة، بدأ "حزب الله" بالفعل بتجنيد مقاتلين جدد لتعويض خسائره البشرية، إلى جانب محاولات لإعادة بناء ترسانته العسكرية من خلال تهريب الأسلحة عبر سوريا والإنتاج المحلي.

تُظهر التحركات الإسرائيلية الأخيرة، مثل استهداف منصات الصواريخ والمعابر الحدودية مع سوريا، محاولة لمنع الحزب من استعادة قوته.

خسائر "حزب الله" لم تقتصر على المعدات والجنود بل طالت قيادات بارزة على رأسهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وقائد وحدة النخبة "الرضوان"، في ضربات دقيقة استهدفت مراكزهم.

هذه التطورات دفعت الحزب إلى مراجعة إجراءاته الأمنية وسط مخاوف من اختراقات استخباراتية إسرائيلية. 
يُذكر أن الحزب يجري تحقيقات حول وجود عملاء محتملين داخل صفوفه.

*تحديات داخلية ودولية*


رغم تضرر بنيته العسكرية، ما يزال "حزب الله" يحتفظ بصواريخ قصيرة المدى ويُتوقع أن يستفيد من علاقاته مع دول مجاورة لتعزيز موارده.

 على الصعيد السياسي، يواجه الحزب ضغوطًا متزايدة في الداخل اللبناني بسبب الانتقادات حول تأثيره على الأوضاع الأمنية والاقتصادية. في المقابل، تدعمه جهات إقليمية تسعى لتقوية نفوذه ضد إسرائيل.

*كيف يبني حزب الله قدراته العسكرية؟*


من جانبه، أكد مصدر مطلع، أن "حزب الله" يعيد هيكلة قدراته التصنيعية في ظل القيود المفروضة على تهريب الأسلحة، ويعتمد بشكل رئيسي على شبكة من المصانع الصغيرة الموجودة في المناطق الخاضعة لنفوذه بلبنان.

وأضاف المصدر في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن هذه المصانع، التي يُعتقد أن بعضها يتم تشغيله بتقنيات حديثة وفرتها إيران عبر مستشارين عسكريين، تركز على تصنيع مكونات الأسلحة مثل الرؤوس الحربية، وأجزاء الصواريخ، ومعدات الاتصال المتطورة. 

وأوضح المصدر، أن الحزب يسعى لتطوير طائرات مسيرة متقدمة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة في مناطق بعيدة، لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدها في منظومته الصاروخية جراء الاستهداف الإسرائيلي المكثف.

وتابع، هذه الطائرات تمثل استراتيجية جديدة في إدارة الصراع، حيث يُعتقد أن الحزب يجري تجارب على طائرات مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لزيادة دقتها وقدرتها على المناورة.

وأضاف المصدر، أن عمليات التهريب عبر الحدود السورية، التي كانت تُعد الشريان الرئيسي لتزويد "حزب الله" بالسلاح، تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية بسبب الضربات الإسرائيلية المتكررة.

استهداف المعابر الحدودية الرئيسية، مثل القائم والبوكمال، بالإضافة إلى الطرق الجبلية غير الرسمية، قلص من قدرة الحزب على استقبال الشحنات العسكرية من إيران عبر سوريا.

كما أن التشديد الأمني الذي فرضته إسرائيل، باستخدام الطائرات المسيرة والضربات الجوية الدقيقة، جعل من الصعب نقل الأسلحة الثقيلة أو المكونات الحساسة. 

رغم هذه الضغوط، أشار المصدر أن الحزب يحاول التحايل على هذه القيود عبر استخدام وسائل نقل متعددة، تشمل تهريب مكونات صغيرة على دفعات في شاحنات تجارية، وكذلك عبر الاستعانة بشبكات تهريب بشرية تمتلك خبرة في تخطي الحدود.