تصريحات عبدالحي يوسف تفجر الجدل في السودان.. اتهامات للبرهان وانقسامات داخل الجيش

تصريحات عبدالحي يوسف تفجر الجدل في السودان.. اتهامات للبرهان وانقسامات داخل الجيش

تصريحات عبدالحي يوسف تفجر الجدل في السودان.. اتهامات للبرهان وانقسامات داخل الجيش
الحرب السودانية

وسط تصاعد حدة النزاع في السودان وتفاقم الأزمة السياسية والعسكرية، جاءت تصريحات الداعية عبدالحي يوسف، القيادي في جماعة “الحرة الإسلامية”، لتزيد المشهد تعقيدًا. 

في كلمته خلال منتدى "مقاربات للحوار"، لم يكتفِ يوسف بتوجيه انتقادات حادة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بل أشار إلى دور الحركة الإسلامية في الحرب، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على الساحة السودانية ودفع بالحركة الإسلامية إلى إصدار بيان رسمي تتبرأ فيه من تصريحاته.

تصريحات تُفجر الساحة السودانية


في منتدى "مقاربات للحوار"، الذي جمع عددًا من القيادات الإسلامية العربية، أثار عبدالحي يوسف جدلًا واسعًا بتصريحاته التي وصف فيها البرهان بـ"المسؤول عن الخراب" في السودان. 

كما أكد أن الحرب الدائرة ليست بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هي حرب تخوضها الحركة الإسلامية بكل أذرعها.

هذه التصريحات دفعت الحركة الإسلامية إلى إصدار بيان رسمي، تنفي فيه أي ارتباط بعبدالحي يوسف، وتؤكد أنه ليس عضوًا بالحركة، في محاولة لتبرئة موقفها من هذه التصريحات التي أثارت استياءً سياسيًا واسعًا.

تشابه مع تصريحات حميدتي


تصريحات عبدالحي يوسف جاءت متوافقة مع ما قاله حميدتي سابقًا، عندما أشار أن الحرب ليست ضد الجيش السوداني، وإنما ضد " الحركة الإسلامية وكتائبها". 

هذا التشابه يثير تساؤلات حول طبيعة الصراع السوداني، وهل هو نزاع عسكري أم حرب بأبعاد سياسية ودينية؟

الجيش.. انقسامات وتخبط


ما قاله عبدالحي يوسف أثار الشكوك حول وحدة الجيش السوداني، إذ إن الانشقاقات والتخبطات في القرارات العسكرية أصبحت واضحة. 
المحللون يرون أن الجيش يواجه أزمة قيادة داخلية تزيد من ضبابية المشهد العسكري، وتضعف موقفه أمام القوى المتصارعة.

التدخلات الخارجية تزيد المشهد تعقيدًا


أشار يوسف أيضًا إلى التدخلات الخارجية التي تؤثر على الشأن السوداني.


 المحللون السياسيون أكدوا، أن السودان بات ساحة لتداخل الأجندات الإقليمية والدولية؛ مما يعمق الأزمة ويزيد من تعقيد القرارات الداخلية للجيش السوداني.

المدنيون بين المطرقة والسندان


في ظل هذا الصراع المعقد، يظل المدنيون أكبر الخاسرين. يرى مراقبون أن الجيش لا يظهر حرصًا على حماية المدنيين، بل يركز على التمسك بالسلطة بأي ثمن، ما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية.

تعليق المحلل عثمان الميرغني


وفي حديثه لـ"العرب مباشر"، قال المحلل السياسي عثمان الميرغني: " تصريحات عبدالحي يوسف تُظهر أن الحرب الحالية ليست مجرد نزاع عسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هي في جوهرها صراع سياسي وديني بأبعاد تاريخية عميقة".

وأضاف: "هذا الاستقطاب داخل الجيش يعكس حالة من التخبط وعدم الاستقرار، وهو ما يساهم في إضعاف القرارات العسكرية".

كما أشار الميرغني إلى التدخلات الخارجية، قائلًا: " السودان يعاني من تدخلات إقليمية ودولية تزيد من تعقيد الوضع، وتخلق حالة من الفوضى السياسية والعسكرية".

وفيما يخص الوضع الإنساني، قال الميرغني: " تمسك الأطراف المتصارعة بالسلطة دون اعتبار للمدنيين يُفاقم معاناتهم ويزيد من مآسي الشعب السوداني".

تُظهر تصريحات عبدالحي يوسف أن المشهد السوداني يزداد تعقيدًا، مع انقسامات داخل الجيش وتداخلات خارجية تزيد من تشابك الأزمة. 
وفي ظل غياب الحلول، يبقى الشعب السوداني هو المتضرر الأكبر، يدفع ثمن صراع السلطة والنفوذ.