إسرائيل ترفض الضغوط الأمريكية: لا شراكة مع الشرع في الوقت الحالي

إسرائيل ترفض الضغوط الأمريكية: لا شراكة مع "الشرع" في الوقت الحالي

إسرائيل ترفض الضغوط الأمريكية: لا شراكة مع الشرع في الوقت الحالي
سقوط بشار الأسد

في تطور مفاجئ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، طالبت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن إسرائيل بفتح قنوات اتصال مع القائد الجديد في سوريا، أبو محمد الجولاني، جاء هذا الطلب في ظل تغير واضح في السياسة الأمريكية تجاه الجولاني، تمثل في إلغاء المكافأة المعلنة سابقاً للقبض عليه أو تقديم معلومات عنه، الخطوة الأمريكية قوبلت برفض من تل أبيب، التي ترى في هذا التحول الأمريكي مخاطرة تتعارض مع مصالحها الأمنية.

*التوجه الأمريكي الجديد*


فاجأت واشنطن الأوساط السياسية عندما دعت علناً إلى التهدئة مع أبو محمد الجولاني، القائد الجديد للإدارة السورية، مؤكدة على ضرورة فتح قنوات تواصل معه، وفقًا لتقرير للقناة 12 الإسرائيلية.

هذه الدعوة لم تقتصر على المناشدات بل تطورت إلى مطالب صريحة تم توجيهها عبر مسؤولين بارزين.

الخطوة الأبرز كانت إلغاء الجائزة المالية المخصصة للقبض على الجولاني، وهي خطوة اعتبرتها تل أبيب رسالة واضحة بتغيير النظرة الأمريكية تجاه هيئة تحرير الشام.

*رفض إسرائيلي*


أبدت إسرائيل رفضها القاطع لهذه الخطوة، معتبرة أن الجولاني ما يزال يمثل تهديداً محتملاً.


 المسؤولون الإسرائيليون يرون أن تصريحاته الهادئة ومحاولاته تقديم نفسه كشريك براغماتي لا تعكس نواياه الحقيقية.

وفي تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، أكد المسؤولون، أن الجولاني لن يغير من توجهاته الأيديولوجية، وأن تل أبيب ستظل حذرة من أي محاولات للتقارب معه.

*دوافع واشنطن*


من جانبهم، أكد مراقبون، أن التقارب مع الجولاني يحمل فوائد استراتيجية، من منظور واشنطن،  حيث ترى الإدارة الأمريكية، أن إقامة علاقات مع القائد السوري الجديد قد تعزز من النفوذ الإسرائيلي في سوريا وتقلل من احتمالات عودة الأوضاع إلى حالة الفوضى.

المسؤولون الأمريكيون يشيرون، أن الجولاني قد يكون مفتاحاً لتحقيق استقرار نسبي في سوريا، وهو ما يمثل مصلحة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل.



*قراءة التحركات الإسرائيلية*


تل أبيب تتابع التطورات بحذر، خاصة مع توثيق بعض الفصائل السورية تسليم أسلحة إلى القوات الإسرائيلية المتوغلة في سوريا.

على الرغم من ذلك، تبقى المخاوف الإسرائيلية قائمة تجاه القيادات الجهادية التي عينها الجولاني في المناصب الحساسة، مما يزيد الشكوك حول نواياه الحقيقية.

ووفقًا للتقرير الإسرائيلي، يشكل صعود الجولاني تحولاً كبيراً في المشهد السوري بعد إسقاط نظام بشار الأسد، خاصة مع نجاحه في بناء تحالفات مع الفصائل النشطة مكنه من تعزيز نفوذه، لكنه ما يزال يثير جدلاً حول استراتيجياته المستقبلية، ومع تحرك واشنطن لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، بدعم تركي واضح، تزداد الضغوط على تل أبيب لإعادة النظر في موقفها.

*أهداف واشنطن*


من جانبه، يقول الدكتور محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن التحول الأمريكي تجاه أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني" يعكس تغيراً في الاستراتيجيات الإقليمية للولايات المتحدة، التي باتت ترى في الجولاني شريكاً محتملاً لتحقيق استقرار نسبي في سوريا.

ويرى المنجي - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن هذه الخطوة تعبر عن سعي واشنطن لإعادة تشكيل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، في ظل تغير الأولويات الدولية وتراجع الاهتمام بالصراعات التقليدية.

وأضاف المنجي، أن الدعوة الأمريكية لإسرائيل بالتواصل مع الجولاني تحمل أبعاداً تتجاوز المصالح الثنائية، إذ تسعى واشنطن لإشراك تل أبيب في مشروع سياسي جديد يهدف إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا.

ومع ذلك، يشير المنجي، أن تل أبيب تنظر بعين الريبة إلى هذا التحول، معتبرة أن أي تعاون مع الجولاني قد يفتح المجال لمخاطر غير محسوبة، ويؤكد أن مستقبل هذا التقارب يعتمد على قدرة الجولاني على إثبات براغماتيته، وعلى مدى استعداد إسرائيل للتخلي عن تحفظاتها التقليدية لصالح رؤية استراتيجية جديدة.