الجوع يسبق المساعدات.. اقتحام مستودع غذائي في غزة وسط انهيار إنساني

الجوع يسبق المساعدات.. اقتحام مستودع غذائي في غزة وسط انهيار إنساني

الجوع يسبق المساعدات.. اقتحام مستودع غذائي في غزة وسط انهيار إنساني
حرب غزة

في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، اقتحم حشد من الجوعى مستودعًا تابعًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في وسط القطاع، في حادثة مأساوية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. 

الحادثة التي وقعت صباح الأربعاء، بحسب بيان رسمي للبرنامج، جاءت نتيجة حالة من اليأس والعوز، مع استمرار نقص المواد الغذائية الأساسية وتباطؤ في تدفق المساعدات.

البيان أشار أن التقارير الأولية تفيد بمقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد آخر خلال التدافع واقتحام المخزن، مما يسلط الضوء على هشاشة الوضع الإنساني في واحدة من أكثر المناطق المحاصرة في العالم.

البرنامج الأممي يدق ناقوس الخطر

برنامج الأغذية العالمي حذر من أن هذه الحادثة تعكس انهيارًا في قدرة الناس على الانتظار أو الاعتماد على آليات توزيع باتت غير كافية. 

وقال - في بيان رسمي-: "تحتاج غزة إلى زيادة فورية وكبيرة في المساعدات الغذائية، هذه هي الطريقة الوحيدة لطمأنة الناس بأنهم لن يموتوا جوعًا"، ويأتي هذا التحذير في وقت تؤكد فيه التقارير الميدانية أن السكان يواجهون شبح المجاعة مع كل يومٍ جديدٍ من الحصار.

إطلاق نار في مواقع التوزيع

الحادثة لم تكن الوحيدة التي شهدت فوضى في سياق إيصال المساعدات، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أعلنت أن 47 فلسطينيًا أصيبوا بجروح، نتيجة إطلاق نار خلال محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية في مواقع توزيع بمدينة رفح جنوب القطاع. 

وبحسب المفوضية، فإن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار، مستندة إلى شهادات من شركاء إنسانيين ميدانيين.

فيديوهات "مؤلمة" ومواقف دولية حرجة

في السياق ذاته، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بالمشاهد المؤلمة التي وثقتها مقاطع الفيديو في مواقع توزيع المساعدات. 

وقال: "لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع. هذه الصور مؤلمة للغاية، وتكشف فشلًا في حماية المدنيين وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية".

وأكد دوجاريك، أن الأمم المتحدة وشركاءها يمتلكون خطة تفصيلية لإيصال المساعدات، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بها دون عراقيل أو استثناءات.

نظام توزيع جديد يثير الجدل

الحادثة تأتي بعد أيام فقط من إعلان إسرائيل البدء بتنفيذ نظام توزيع جديد للمساعدات، بالتعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة تم تسجيلها حديثا في جنيف وتعرضت لانتقادات بسبب افتقارها للشفافية وارتباطها المفترض بالخطط العسكرية الإسرائيلية لمنع وصول الإمدادات إلى حركة حماس.

وقد واجه هذا النظام اعتراضات من منظمات حقوقية، تتهمه بتسييس العمل الإنساني وتهميش الدور التقليدي للوكالات الأممية.

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن ما حدث في مستودع برنامج الأغذية العالمي في غزة لا يعكس فقط حالة الفقر والجوع، بل يعبر عن انهيار شامل في منظومة الإغاثة وغياب الحلول السياسية والإنسانية، وقطاع غزة مدمر بسبب سياسة نتنياهو الحالية. 

ويضيف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، عندما يقتحم الناس المستودعات، فهذه ليست فوضى، بل تعبير واضح عن أن المجتمع الدولي فشل في منع المجاعة، وأن إجراءات الحصار وتأخر دخول المساعدات باتت تفوق قدرة السكان على التحمل، وإسرائيل تدير ملف المساعدات وفق منطق أمني صارم، وتسعى للسيطرة على توزيعها عبر جهات غير أممية، وهو ما يثير الشكوك حول نواياها الحقيقية، خاصة مع الاتهامات الموجهة لمؤسسة غزة الإنسانية بالعمل وفق أجندات تتقاطع مع أهداف عسكرية وليس إنسانية.