محلل سياسي : الحوثي يسعى لخلق جيل طائفي يخدم مشروعه الإيراني عبر تدمير التعليم وتجريف الطفولة
محلل سياسي : الحوثي يسعى لخلق جيل طائفي يخدم مشروعه الإيراني عبر تدمير التعليم وتجريف الطفولة
تتواصل الجرائم الحوثية بحق الطفولة في اليمن، في ظل سياسة ممنهجة تتبعها الميليشيا لتجنيد الأطفال، وتدمير التعليم، وفرض مناهج فكرية متطرفة تخدم أجندتها الطائفية والمذهبية. فمنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، عمدت الجماعة إلى تحويل المدارس إلى ساحات تعبئة فكرية، وتغيير المناهج الدراسية بما يتوافق مع فكرها العقائدي المتشدد.
وبحسب تقارير محلية ودولية، فإن الميليشيا أدخلت تعديلات جوهرية على مناهج التعليم الأساسي والثانوي، تضمنت حذف دروس عن التسامح والتعايش، واستبدالها بمواد تمجد قادتها وتغرس مفاهيم "الولاية" و"الجهاد"، في محاولة لخلق جيل يدين بالولاء للجماعة لا للوطن.
كما أجبرت المعلمين على حضور دورات طائفية، وفرضت خطباء حوثيين داخل المدارس لنشر الفكر المتشدد بين الطلاب.
الأخطر من ذلك، وفق مراقبين، أن الحوثيين جندوا آلاف الأطفال في صفوفهم، مستخدمين المدارس كمنصات استقطاب وتعبئة، حيث يتم نقل الطلبة من قاعات الدراسة إلى جبهات القتال بعد إخضاعهم لدورات فكرية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة، إلى أن الجماعة مسؤولة عن تجنيد ما يزيد على 17 ألف طفل منذ اندلاع الحرب، كثير منهم لقوا حتفهم في المعارك.
ويؤكد خبراء تربويون، أن مشروع الحوثي لا يقتصر على تدمير التعليم، بل يسعى إلى إعادة صياغة الوعي الجمعي للأجيال الجديدة بما يخدم مشروعًا طائفيًا يهدد وحدة المجتمع اليمني ومستقبله.
فيما يحذر ناشطون، من أن استمرار هذا النهج سيترك آثارًا كارثية على بنية المجتمع، ويحول الأطفال من بناة مستقبل إلى أدوات حرب ودمار.
في المقابل، تعمل الحكومة اليمنية بالتعاون مع منظمات دولية على استعادة العملية التعليمية في المناطق المحررة، وتصحيح المناهج، وإطلاق برامج لإعادة تأهيل الأطفال المجندين نفسيًا وتعليميًا، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من جيل حرمته الميليشيا من طفولته.
قال المحلل السياسي اليمني وضاح بن عطية: إن جماعة الحوثي تسير وفق خطة ممنهجة تهدف إلى تجريف الهوية الوطنية اليمنية، عبر تدمير النظام التعليمي ونشر الفكر الطائفي في المدارس، مؤكدًا أن ما يجري اليوم من تعديل للمناهج وتجنيد للأطفال يمثل أخطر أشكال الإرهاب الفكري والاجتماعي.
وأوضح بن عطية -في تصريحات للعرب مباشر-، أن الحوثي لم يكتفِ بتجنيد الأطفال في الجبهات، بل تجاوز ذلك إلى إعادة صياغة المناهج الدراسية لتكريس مفاهيم "الولاية" و"الاصطفاء"، وغرس الولاء لزعيم الجماعة بدلاً من الولاء للوطن، مشيرًا إلى أن هذا النهج ينسف القيم التعليمية والإنسانية، ويحوّل المدارس إلى معسكرات تعبئة فكرية ومذهبية.
وأضاف: أن الهدف الحقيقي من هذه الممارسات هو صناعة جيل مسيّر يخدم المشروع الإيراني في المنطقة، ويضمن استمرار الولاء العقائدي للحوثي على المدى الطويل، مبينًا أن الجماعة تدرك أن السيطرة على العقول أهم من السيطرة على الأرض.
وأكد المحلل اليمني، أن مواجهة هذا الخطر تتطلب جهدًا وطنيًا وإقليميًا مشتركًا لإعادة بناء التعليم في اليمن على أسس وطنية معتدلة، وإطلاق برامج لإعادة تأهيل الأطفال المتأثرين بالفكر الحوثي، محذرًا من أن استمرار هذا الانحراف سيخلق أجيالًا مشوهة الوعي تشكل تهديدًا لمستقبل اليمن واستقراره.

العرب مباشر
الكلمات