وسط مواجهة مثلث الأزمات السياسة والصحة والاقتصاد.. أبرز تطورات الأوضاع في لبنان

تواجه لبنان مثلث الأزمات السياسة والصحة والاقتصاد

وسط مواجهة مثلث الأزمات السياسة والصحة والاقتصاد.. أبرز تطورات الأوضاع في لبنان
صورة أرشيفية

منذ ما يقرب من خمس سنوات على التوالي، ويتعرض لبنان لأزمات أكثر تدميراً ومتعددة الجوانب في تاريخه، فقد تفاقمت الأزمة الاقتصادية والمالية والسياسية والصحية التي بدأت في أكتوبر 2019 بسبب التأثير الاقتصادي المزدوج لتفشي كوفيد-19 والانفجار الهائل في ميناء بيروت في أغسطس 2020 مواصلة بالشغور اللبناني في البلاد.  

ومن بين مثلث الأزمات الثلاث،  كان للأزمة الاقتصادية الأثر السلبي الأكبر والأكثر استمرارًا، فقد وجد المرصد الاقتصادي اللبناني أن الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان تُصنف ضمن أسوأ الأزمات الاقتصادية على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. 

كما باتت الأزمات الداخلية معلّقة على خطوط التوتر السياسي، خاصة أزمة الشغور الرئاسي في البلد منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر الماضي. 

مصير البلاد الغارقة بالأزمات 

منذ تولي مجلس الوزراء اللبناني صلاحيات رئيس الجمهورية في البلاد بشكل مؤقت لحين الاستقرار وانتخاب رئيس جمهورية لبناني خليفة ميشال عون، فقد يستعد لعقد ثانية جلساته، وسط حالة انقسام حادة بين القوى السياسية حول دستورية انعقاد جلسات الحكومة لكونها حكومة تصريف أعمال لا يحق لها الانعقاد ولا ممارسة صلاحياتها إلا في أضيق نطاق. 

هذا الواقع يدفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى إبداء التشاؤم في مقاربته لملف الكهرباء، من دون أن يغفل في سياق آخر عن توجيه على طريقته لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

ويقول جنبلاط  حسب تصريحات خاصة: إنه لا يمانع في انعقاد جلسة لمجلس الوزراء من أجل تسيير شؤون الناس، ولكنه ينبه في الوقت نفسه على أن مشكلة الكهرباء تبدو مستعصية على الحل بسبب الفساد والهدر والهروب من الإصلاحات المطلوبة إلى جانب عوامل خارجية لم تكتمل بعد".

لبنان لايزال تحت الاحتلال الإيراني 

وقال المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإيراني وقراره السيادي مخطوف من قبل الميليشيا الإيرانية المسماة "حزب الله" في لبنان. 

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر" في وقت كرر وزير الخارجية الإيراني أثناء زيارته إلى لبنان خلال الفترة الماضية، مجدداً أن إيران لا تزال مستعدة لبناء معملين لإنتاج الكهرباء في بيروت والجنوب، كما أنها مستعدة لإمداد لبنان بالمواد النفطية اللازمة، تغاضى عن طرح أية مساعدات مجانية (كما عادة يطرح أمين عام الحزب الإيراني في لبنان وقيادييه)، وكان لافتاً الدعوة التي وجّهها إلى اللبنانيين لتغليب لغة الحوار فيما بينهم، في وقت تتواصل التظاهرات منذ أكثر من أربعة أشهر في المدن الإيرانية وتواجهها السلطات بالرصاص الحي والاعتقال التعسفي والإعدامات مع محاكمات صورية. 

وتابع: هذه "النصيحة أو التمني" بالطبع تكرار لما أصبح ممجوجاً من قبل قياديي الحزب الإيراني منذ انتهاء فترة رئاسة الرئيس عون، وبما أن الحزب لا يزال متمسكاً بموضوع التوافق على اسم الرئيس قبل انتخابه من الواضح أن الشغور في هذا الموقع سيكون لفترة غير قصيرة.

أما فيما يتعلق بمعالجة الأزمات الأخرى من معيشية وصحية واقتصادية-مالية، تبدو حكومة تصريف الأعمال عاجزة في وقت يحاربها النائب جبران باسيل ويمنعها من الاجتماع تحت عنوان "حماية موقع الرئاسة"، هذا في وقت الوزراء أنفسهم غير فعالين في معالجة المشاكل التي يواجهونها يومياً.

أما المجتمعان العربي والدولي، فهما يحثّان منذ بداية الأزمة ويطالبان القادة اللبنانيين بالتضحية بمصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة ومصلحة اللبنانيين؛ الأمر الذي يتجاهله هؤلاء، وأتى البيان المشترك السعودي – المصري الأخير ليؤكد أنه على اللبنانيين العمل على الخروج من أزمتهم بتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وسيحمل اجتماع باريس المنتظر برأيي الخلاصات نفسها، بحثّه اللبنانيين على مساعدة أنفسهم أولاً كي يستطيع المجتمعان العربي والدولي المساعدة.