تركيا تنتظر الأسوأ.. ستاندرد آند بورز تتوقع ارتفاع التضخم النقدي فوق 50%
ارتفعت معدلات التضخم في تركيا وسط انهيار الاقتصاد
يشكِّل التضخم في تركيا خطرًا غير مسبوق في البلد التي تواجه انهيارًا اقتصاديًا واسعًا، حيث حذرت وكالة التصنيف الائتماني الدولية "ستاندرد آند بور"، من أن معدل التضخم النقدي السنوي في تركيا سيتجاوز 50% في معظم هذا العام.
توقعات تضخم ومرض أردوغان
وحسبما نقلت صحيفة "الزمان" التركية، فقد رفعت مؤسسة التصنيف الائتماني متوسط توقعاتها للتضخم السنوي في تركيا إلى 49.5% لعام 2022، وإلى 14.5% لعام 2023، ما ينذر بكارثة اقتصادية أكبر في تركيا.
ويأتي مؤشر وكالة التصنيف الدولية تزامنًا مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت، عن إصابته وقرينته بفيروس كورونا المستجد، دون أن تظهر عليه علامات خطيرة للإصابة، حيث نشر الخبر عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، ما يعني أن تلك المؤشرات المتلاحقة قد تتسبب بشكل واضح في انهيار أوسع داخل البورصة التركية.
وقال أردوغان البالغ من العمر 67 عامًا، في التغريدة: إن نتيجة اختبار الكشف عن كوفيد-19، الذي أجراه مع زوجته بعد أعراض خفيفة، كانت إيجابية، وأضاف: "لحسن الحظ لدينا مرض خفيف، وقد تم إبلاغنا أن الأمر يتعلق بمتحور أوميكرون".
مسار اقتصادي غامض
وفي نطاق تحديثها لتوقعات الاقتصاد الكلي لتركيا، أبقت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" على توقعاتها للنمو لعام 2022 عند 3.7 في المائة، في ظل غموض اقتصادي وعدم وضوح السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة التركية.
وقالت محللة "ستاندرد آند بورز"، تاتيانا ليسينكو: "سينخفض التضخم في ديسمبر 2022 مع التأثير الأساسي، لكنه سيبقى أعلى من 30 في المائة"، لافتة إلى أنه "في الوقت نفسه، لا يزال مسار الاقتصاد الكلي العام في تركيا غير واضح بسبب الافتقار إلى الوضوح بشأن اتجاه سياستها الاقتصادية".
تركيا تنتظر 114% تضخمًا
ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، فقد سجل التضخم النقدي في البلاد 48 بالمئة.
ولم تأتِ مؤشرات الوكالة الدولية من فراغ، فقد أكدتها مجموعة أبحاث التضخم (ENAG)، التي تتكون من خبراء مستقلين، حيث كشفت المجموعة أن معدل التضخم السنوي في تركيا يصل إلى 114%.
وكان وزير الخزانة والمالية التركي، نور الدين نبطي، أكد أن التضخم سيصل إلى ذروته في إبريل، لكنه لن يتجاوز 50 في المائة.
ارتفاع أسعار الصرف الأجنبي
وقبل أيام قليلة، توقع الخبير الاقتصادي التركي سلجوق جيتشير، ارتفاع سعر صرف اليورو في تركيا إلى 30 ليرة تركية نهاية العام الجاري، مبررًا توقعاته بالأزمة الاقتصادية العميقة وتدخلات الرئيس رجب طيب أردوغان في المؤسسات الاقتصادية.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة "خلق تيفي"، توقع الخبير الاقتصادي جيتشير، أن يبلغ الدولار 26 ليرة، واليورو 30 ليرة، وجرام الذهب 1500 ليرة، في نهاية هذا العام، نظرًا لزيادة معدلات الفائدة التي من المرتقب أن يفرضها بنك الفيدرالي الأميركي في فبراير أو مارس المقبل.
اتهامات جيتشير
وكان الاقتصادي التركي المخضرم تعرض لاتهامات مشينة من وسائل الإعلام الموالية لحكومة أردوغان، عندما اتهمته بأنه "خائن"، بسبب توقعاته السابقة بأن يقفز الدولار إلى 12 ليرة عندما كان سعره ما زال عند 6 أو 7 ليرات، وقد أثبتت الأيام وسياسات أردوغان الاقتصادية السلبية ما هو أسوأ.
وتعقيبًا على اتهامات إعلام أردوغان، قال جيتشير: "لا أبالي بمن يسخر مني اليوم، ولا أعير بالاً لمن سيعلنني خائنًا، لكني أقول استنادًا إلى القرار الأميركي شبه الحاسم بشأن رفع معدلات الفائدة إن الدولار سيبلغ 26 ليرة واليورو 30 ليرة.. لننتظِرْ ونرى".