فضيحة جيفري إبستين تهز عرش ترامب.. غضب داخلي غير مسبوق ضد الرئيس الأمريكي

فضيحة جيفري إبستين تهز عرش ترامب.. غضب داخلي غير مسبوق ضد الرئيس الأمريكي

فضيحة جيفري إبستين تهز عرش ترامب.. غضب داخلي غير مسبوق ضد الرئيس الأمريكي
ترامب

في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خوض واحدة من أكبر معاركه السياسية حتى الآن مع القاعدة الشعبية التي شكلها على صورته، كان آلاف من مؤيديه مجتمعين في قمة "تحرك الطلاب" التي نظمتها جماعة "تيرنينغ بوينت يو إس إيه" اليمينية في مركز المؤتمرات بمدينة تامبا بولاية فلوريدا.


وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن الموضوع الرئيسي الذي شغل الحضور لم يكن سياسات الهجرة أو الاقتصاد، بل ما يُعرف بملف إبستين، وهو الملف الذي تحول إلى هوس داخل أوساط اليمين المتشدد خلال الأسابيع الأخيرة.

اتهامات بالتستر ورفض للشفافية


أشار بودكاستر بارز ومؤيد لترامب، براندون تاتوم، في كلمته أمام الحضور، إلى وجود مؤامرة أوسع نطاقًا تتعلق بوفاة جيفري إبستين، الممول المدان في قضايا جنسية، والذي توفي في السجن عام 2019 في ظروف غامضة. 


وقال تاتوم: إن هناك ما يشبه التواطؤ لإخفاء الحقيقة، وإن قائمة الأشخاص المتورطين قد تشمل شخصيات من المفترض أنها حليفة للولايات المتحدة.


وفي هذه الأجواء المشحونة، جاءت صدمة القاعدة المؤيدة لترامب، مساء السبت، عندما نشر الرئيس الأمريكي منشورًا طويلًا على منصة "تروث سوشيال" التابعة له، قلل فيه من أهمية القضية واتهم الديمقراطيين بأنهم وراء إثارة الملف، موجهًا اللوم إلى مسؤولين سابقين مثل أوباما وهيلاري كلينتون وجيمس كومي، واصفًا إياهم بـ"الخاسرين والمجرمين في إدارة بايدن".

 

تحول في المواقف داخل معسكر ترامب


لطالما وقفت القاعدة المؤيدة لترامب خلفه في كل تحركاته، حتى المثيرة للجدل منها، لكن هذه المرة كان المشهد مختلفًا. 


ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة العدل الأمريكية عدم وجود أي قائمة لعملاء إبستين أو أدلة ذات مصداقية على قيامه بابتزاز شخصيات بارزة، شعر كثير من أنصار ترامب بالخيانة.


وأدى البيان الذي أصدرته النائبة العامة بام بوندي إلى موجة غضب عارمة، إذ قالت فيه: إن التحقيق لم يسفر عن العثور على أي قائمة عملاء أو مؤامرة ابتزاز.


وكانت بوندي نفسها قد صرحت في وقت سابق لشبكة فوكس نيوز، بأن قائمة إبستين موجودة على مكتبها، بل وزعت بعض الوثائق على مؤثرين يمينيين داخل البيت الأبيض، في محاولة لإبقاء القضية حية، لكنها لم تكن كافية.

دعوات لإقالة بوندي وتشكيك في القيادة


وتزايدت الدعوات لإقالة بوندي، رغم دفاع ترامب عنها ووصفه إياها بأنها تقوم بـ"عمل رائع"، لكن الكثيرين لم يقتنعوا، وعبّروا عن خيبة أملهم العميقة من موقف الرئيس نفسه.


قالت شابة تدعى شارون ألين، تبلغ من العمر 24 عامًا: لم يعد الأمر يتعلق ببوندي فقط، بل بترامب نفسه. لقد انتخبناه لأنه وعدنا بأنه سيكون مختلفًا، والآن عليه أن يثبت لنا ذلك. يمكنه أن يقيلها أو يتصرف كما يشاء، لكنه هو الرئيس ونحن وثقنا به ليكشف لنا الحقيقة.


ووصف النائب السابق عن ولاية فلوريدا أنتوني ساباتيني، المعروف بولائه الشديد لترامب، منشور ترامب بأنه: "منفصل عن الواقع"، مضيفًا أن هناك شخصيات داخل إدارته تضعفه ويجب إعادة ضبط المسار.

بوندي في مواجهة باتيل وبونجينو


وفيما استمرت الانتقادات، عبر الحضور في القمة بشكل واضح عن تفضيلهم لكاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ونائبه دان بونجينو، على حساب بوندي. 


وأظهر استطلاع جماهيري سريع أجرته المعلقة المحافظة ميغين كيلي، أن الغالبية الساحقة من الحاضرين يؤيدون بونجينو، فيما يشبه استفتاءً ضد النائبة العامة.


وكان كل من باتيل وبونجينو قد روّجا لفكرة أن قضية إبستين تمثل غطاءً حكوميًا لحماية شخصيات سياسية بارزة. واستمر هذا النهج حتى بعد انضمامهما إلى إدارة ترامب؛ مما زاد من حالة الغضب والشك داخل صفوف القاعدة الشعبية.

البيت الأبيض يحاول تهدئة العاصفة


من جانبها، حاولت إدارة ترامب تهدئة الأوضاع - من خلال بيان رسمي- قال فيه المتحدث باسم البيت الأبيض هاريسون فيلدز: إن الفريق القانوني للرئيس يواصل عمله بكفاءة، وإن محاولات زرع الفتنة بين أفراد الفريق غير مجدية.


لكن هذه الرسائل لم تكن كافية لتهدئة المشاعر المتأججة في تامبا، خصوصًا مع مطالبة ستيف بانون، أحد أبرز وجوه التيار الترامبي، بتعيين مستشار خاص للتحقيق في القضية. 


وقال بانون: إن ملف إبستين هو مفتاح لفهم العلاقة بين مؤسسات حكومية واستخباراتية داخلية وخارجية، ويجب أن يخضع لتحقيق مستقل.